كي نبحث عن الحياة خارج كوكبنا ..
يجب أن نوسع آفاقنا , وكذلك خيالنا .. فليس بالضرورة أن تعتمد الحياة على
الأكسجين , وعلى درجة الحرارة المناسبة لنا , ولكن يمكنها أن تجد البدائل
دائماً , حتى أن نظم المعلومات الوراثية لدينا الموجودة على الحمض النووي
قد تختلف , فربما هناك كائنات تتنفس الكربون , وربما هناك كائنات تعيش في
درجات حرارة عالية جداً أو منخفضة جداً , وقد يكون لها نظام مختلف تماماً
عن الحمض النووي DNA و RNA

ولكن الشيئين المهمان دوماً للحياة مهما إختلفت ظروفها , وأماكنها ... الماء ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) , وكذلك التوازن الدينامي الحراري thermodynamic disequilibrium
بدون هذين الشيئين لن يكون هناك شيئاً حياً بالشكل الذي نفهمه الآن .
- مفهوم التوازن الحراري يعني حالة من النظام الحراري الذي لا يتغير خصائصه بمرور الوقت , ولكنها تتغير إلى حالة أخرى فقط , على حساب بعض الأنظمة الأخرى , حيث توجد علاقة بين تلك الأنظمة وبعضها البعض , فهذا النظام قد إبتكرته الطبيعة لتبديد طاقتها الخام وتحويلها من صورة إلى اخرى , وهي تلك الطاقة المتمثلة في أشعة الشمس التي تتدفق على سطح الكوكب , او التفاعلات الكيميائية التي تحدث في صخور وطبقات الأرض أو التفاعلات الموجودة في البحار وكذلك الهواء , لذا فيمكن القول أن هذا الدنظام الديناميكي الحراري هو نظام مغلق .
لذا فوجود التوازن الحراري والماء
وإضافة بعض العناصر الأخرى كبعض المذيبات السائلة وبعض الكيمياء المعقدة ,
يمكن أن يخلق حياة في نظام معين .
وعندما ننظر إلى النظام الشمسي وخارجه
نجد الكثير من البيئات التي يمكن أن تتواجد فيها الأشياء الحية ... وسنذكر
منها أهم 10 بيئات يمكن أن تحتوي على حياة ...
1- كوكب المريخ - Mars

- الكوكب الأحمر اليوم هو عبارة عن
صحراء قاحلة , غلافه الجوي رقيق جداً بحيث يتحول الجليد إلى بخار على الفور
عند تعرضه للحرارة , كما أن هذا السمك الرفيع للغلاف الجوي للمريخ لا يحمي
السطح من الأشعة الشمسية والكونية الشديدة .
ولكن يعتقد العلماء أن المريخ في الزمن
السحيق كان ملائماً للحياة , وكان يتميز بغلاف سمكه مناسب , ودرجة حرارة
معتدلة , ومياه متدفقة , لذا فإن الحياه نشأت على سطح المريخ من قبل وفقاً
لإعتقادهم .وحتى يومنا هذ يعتقد العلماء أن ربما هناك حياة تحت سطح المريخ
, نظراً لوجود ماء سائل في اعماق قشرته .
يقول جوناثان لونين مدير مركز الفيزياء الفلكية وعلوم الكواكب في جامعة كورنيل " لا يزال هناك ماء سائل في اعماق القشرة , لذا ربما هناك حياة بدائية تتغذى على الهيدروجين " - وهذا يفسر وجود الميثان في الغلاف الجوي للمريخ .
2- الكويكبات - Asteroids

- من المعروف أن بعض الكويكبات كبيرة جداً , لدرجة تصنيف بعضها ضمن مجموعة الكواكب القزمة
, كما أنها تتشكل تحت درجات حرارة عالية جداً , والتي تسبب إنفصال طبقاتها
الجيولوجية لتكوين القشرة , واللب , والطبقات الخارجية الأخرى , كما ان
تلك الحرارة الداخلية تسبب ذوبات الجليد لماء سائل , ليتفاعل مع البيروكسين
والمعادن الأخرى لينتج المزيد من الحرارة .
هذه الظروف بالطبع غير صالحة للحياة
على الكويكبات , ولكن على الرغم من ذلك , فقد إكتشف العلماء أن مجموعة
واسعة من الكويكبات قادرة على خلق نوع من الأحماض الأمينية مثل التي توجد
على الأرض , وتُستخدم تلك الأحماض الأمينية في بناء البروتين اللازم للحياة
, والمسئول عن تكوين الشعر والأظافر , وتسريع وتنظيم التفاعلات الكيميائية
على الأرض .
فقد أفاد باحثون عام 2009 في مركز أبحاث غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في غرينبلت , إكتشاف الكثير من الحمض الأميني الأيزوفالين
في عينات من بعض النيازك التي جاءت من الكويكبات الغنية بالكربون , هذا
يشير إلى إمكانية وجود حياة بدائية على سطح تلك الكويكبات في فترة ما من
الزمن .
3- قمر يوروبا - Europa

- يعتبر قمر يوروبا هو القمر الأكثر
إحتمالاً لدى العلماء لإيواء حياة , وهو أكبر أقمار كوكب المشترى , فهو
عملاق جليدي , يصل قطره إلى حوالي 1,940 ميلاً .
وكما هو معروف أن أية حياة ستحتاج إلى
وجود الماء , فيمكن القول أن قمر يوروبا مغمور حرفياً بالماء , فتحت قشرته
الجليدية التي يبلغ سمكها من 10 - 15 ميلاً , يقع محيط عالمي شاسع , يصل
حجمه إلى ثلاثة أضعاف حجم جميع المحيطات على كوكب الأرض , كما أن المد
الشديد الناتج عن تفاعل قمر يوروبا مع المشترى وأقماره الأخرى يخلق نوعاً
من الإحتكاك الذي يوّلد الحرارة , مما يجعل هذا المحيط دافئاً .
لكن
: المشكلة هنا تكمن في أن أشعة الشمس لا تصل إلى أعماق المحيط من خلال
الجليد الخارجي , لذا ليس من الواضح ما هي المواد الغذائية المتواجدة في
المحيط , إذا أنه من المرجح أن أي حياة في هذه المياة يجب أن تعتمد على
مصدر طاقة غير التمثيل الضوئي , ولكن من الممكن أيضاً أن تكون هناك فتحات
حرارية مائية في قاع المحيط تدعم وجود حياة في الأعماق , على غرار الفتحات
الحرارية الموجودة في قاع المحيطات في الأرض والتي تدعم وجود حياة لبعض
الكائنات مثل سرطان البحر والديدان الأنبوبية.
4- قمر إنسيلادوس - Enceladus

- قمر جليدي آخر , سادس قمر لكوكب زحل , ومثل قمر يوروبا في كثير من المميزات , ولكنه أصغر حجماً , وأكثر شراسة .
وكما الحال مع قمر يوروبا , لدى
العلماء نظرة آملة لإنسيلادوس , فهو يحتوي على محيطات تقع تحت طبقة عازلة
من الجليد , ولكن حجم تلك المحيطات صغير بالنسبة لمحيطات قمر يوروبا .
يتميز قمر إنسيلادوس بوجود النشاط
الهيدروحراري الذي يضخ الحرارة والطاقة بما يدعم وجود بعض أشكال الحياة
بالقرب من قاع المحيط نتيجة وجود الفتحات المائية الساخنة والكيميائية
الغنية , التي يعتقد الباحثون بإنها يمكن أن تكون نقطة لإنطلاق الحياة على
سطح قمر إنسيلادوس , كما أن هذا القمر يمتلك منابع مائية حارة تضخ مياهها
في القطب الجنوبي له , وتحليلات المياه الناتجة تبين أن مياة المحيطات
الكامنة تحت الجليد مالحة , قلوية , ومزودة بمركبات الكربون .
رئيس التصوير لمهمة المركبة كاسيني في زحل قال مازحاً " إنسيلادوس قد يكون منزلاً ليس فقط لبعض الحياة الميكروبية , ولكن لعشاء السوشي ( السمك النييء ) " .
5- قمر تيتان - Titan

- تيتان هو أكبر أقمار كوكب زحل , وهو
الجرم السماوي الوحيد في النظام الشمسي المعروف بإن لديه غلاف جوي سميك ,
كما يعتبر القمر الوحيد في النظام الشمسي الذي يحتوي على بحيرات سائلة على
سطحه غير كوكب الأرض , ومع ذلك فإن تلك البحيرات مليئة بالإيثان السائل
والميثان ( الغاز الطبيعي السائل ) , بدلاً من الماء , وتتسبب في نزول
الأمطار الهيدروكربونية من الغلاف الجوي بإستمرار , كما أن الهواء محاط
بالميثان ومغطى بالضباب العضوي البرتقالي , وسطح القمر عبارة عن غبار
وكثيان رملية كثيفة من القطران .
- لكن هذا القمر ذو العجائب الكيميائية
, تصل درجة حرارة سطحه إلى -290 درجة فهرنهايت , ولذا فهو بارد جداً بما
لا يدعم إمكانية وجود حياة , ولكن لم يفقد العلماء الأمل , إذ أن التفاعلات
الكيميائية المعقدة شائعة على سطح تيتان , ويعتقدون أن الحياة يمكن أن
تعتمد على الميثان السائل .
6- كوكب Proxima Centauri B

- هو كوكب خارج المجموعة الشمسية ,
يماثل حجمه حجم الأرض , ويدور حول نجم قزم في كوكبة سينتوروس الجنوبية ,
ويبعد عنا بمقدار 4,24 سنة ضوئية .
- يدور بروكيسيما ب في " المنطقة الصالحة للحياة " مما يعني أنه يحصل على كمية مناسبة من الدفء القادم من نجمه , وكذلك إمكانية وجود ماء سائل على سطحه .
النجم الذي يدور حوله هذا الكوكب يُدعى " بروكسيما سينتوري " , وهو قزم أحمر , باهت بكثير , وأكثر برودة من شمسنا .
وجدير بالذكر أن هذه النجوم القزمة
تعيش وقتاً طويلاً قد يصل إلى تريليونات السنين , وهي شائعة في الكون ,
ويمكن بذلك أن يتواجد حولها بسهولة حوالي 100 مليار كوكب مثل بروكسيما ب في
مجرة درب التبانة وحدها , لذلك يُعدّ بروكسيما مفتاحاً لمعرفة إمكانية
وجود حياة على كواكب مماثلة .
ولكن
- قد تم إكتشاف بروكسيما B بشكل غير مباشر عن طريق ملاحظة قوة الجذب من
نجمها , وتمت مراقبة الكوكب الباهت بجوار هذا النجم المتوهج , حيث يّشبه
العلماء هذه الدراسة بمراقبة اليراع المضيء بواسطة كشاف .
, ومع ذلك يأمل " جيمس كاستنغ " من
جامعة ولاية بنسلفانيا أن المرصد المقبل الأوروبي المقرر الإعلان عنه في
عام 2024 , سوف يكون قادراً على معرفة إذا كان كوكب بروكسيما B قابلاً
للحياة أم لا .
7- نظام ترابيست - Trappist-1 System

- هو نظام نجمي يتكون من ثلاث عوالم بنفس حجم كوكب الأرض , ويقع في المنطقة الصالحة للحياة , ويبعد عنا مسافة 39 سنة ضوئية .
- كل ما يتميز به كوكب بروكسيما B موجود في الثلاث كواكب , ويعني هذا وجود 3 فرص لنشأة الحياة .
هذا النظام صغير جداً بحيث إذا نشأت
الحياة على أحد الكواكب سوف تنتقل بسهولة إلى بقية الكواكب عن طريق ضربات
النيازك العشوائية , ولكن تكمن المشكلة هنا في أن النجوم القزمة الحمراء
مثل بروكسيما سينتوري ونظام ترابيست - 1 , قد يسبب غليان كل مياه كواكبهم
إذا كانوا صغاراً في الحجم .
ويأمل العلماء أن يكون التلسكوب
الفضائي جيمس ويب , الذي ستطلقه ناسا في عام 2018 قادراً على معرفة ما إذا
كانت كواكب نظام ترابيست - 1 تحتوي على الماء والميثان والأكسجين أم لا .
8- قمر جانيميد - Ganymede

- هو من أقمار كوكب زحل , ومرشح مثير
للإهتمام من قبل العلماء , فعلى الرغم من صعوبة دراسة هذا القمر الكبير ,
إلا أن الأدلة البصرية تشير إلى أن جانيميد مثل العديد من الأقمار التي
ذكرناها في النظام الشمسي , يمتلك محيط تحت سطحه , ولكن الفرق أن هذا
المحيط سائل , وهذا المحيط السائل يبتعد عن السطح بما لا يقل عن 60 ميلاً ,
مما يجعل من الصعب دراسته بشكل جيد , وعلى الرغم من ذك , يأمل العلماء
بإطلاق مركبة فضائية للقمر جانينيد في المستقبل للحفر في سطحه ومعرفة أسرار
محيطه .
9- نجم Przybylski’s Star (HD 101065)
![]() |
source - Eckhard Slawik / /Science Photo Library/Getty Images |
- هذا النجم العادي المظهر , الذي
يبعد عنا مسافة 370 سنة ضوئية , صدم العلماء بإمتلاكه الكثير من العناصر
الثقيلة , وكذلك العناصر المشعة القصيرة الأجل
والغريب في الأمر , أن هذا النجم بدا
للعلماء مغبّراً بالعديد من العناصر التي لا يمكن أن تتكون إلا في مختبرات
التجارب النووية وليس في الطبيعة , إذا فما الذي جاء بها إلى هذا النجم ؟
في عام 1966 , تكهن " كارل ساجان " وزميله السوفياتي " يوسيف شكلوفسكي " بنظرية غريبة لفك أسرار هذا النجم !
فقد زعموا بإن كائنات فضائية متقدمة
تعيش في كواكب حول هذا النجم, يمطرون نجمهم بعناصر إصطناعية غير عادية
كوسيلة للإشارة إلى وجودهم , ومساعدتهم للإتصال بالحضارات الأخرى الموجودة
حول النجوم القريبة , وتلك النظرية تشبه إلى حد كبير ما يراه بعض علماء فلك
آخرون إذ يعتقدون أن تلك العناصر الإصطناعية ما هي إلا ناتجاُ ثانوياً
للنفايات الصادرة من التكنولوجيا المتقدمة بين الكواكب .
بينا يرى بعض العلماء أن نجم برزيبيلسكي ما هو إلا مستودع طبيعي للعناصر الثقيلة وشبه المستقرة والتي لم تكتشف بعد على الأرض .
10 - النجم KIC 8462852

-
وجد العلماء أدلة محتملة على وجود حضارات متقدمة خارج كوكب الأرض , عندما
نشر علماء الفلك من جامعة بيل دراسة تستخدم تلسكوب الفضاء كيبلر لوكالة
ناسا , لفحص نجم كيك 8462852 , حيث وجد العلماء شيئاً أربكهم وأذهلهم !
فقد وجدوا أنماطاً من الضوء تدور مع بعضها في نظام حول النجم كيك 8462852
قال " بن مونتيت " عالم الفلك من كالتيك , والذي شارك في هذه الدراسة " قضينا وقتاً طويلاً في محاولة لإقناع أنفسنا أن هذا حقيقي , ولم نكن قادرين على ذلك - لا يمكن لأي ظواهر أن تفسر تلك الملاحظات "
- ما وجده العلماء عبارة عن تشكيلات كثيفة بالقرب من النجم , وهي مشابهة إلى حد كبير لـ ( مجال أو مغلاف أو كرة دايسون " “Dyson Spheres”
- وهو عبارة عن فكرة إفتراضية لبناء كروي الشكل وضخم , يحيط بنجم ,
ويفُترض أن الحضارات الفضائية المتقدمة من تتمكن من صنع ذلك البناء بتقنيات
عالية , كما أن مهمة هذا البناء هو إلتقاط بعض الطاقة المنبعثة من النجم ,
وذلك لتعويض الطاقة المفقودة من قبل الحضارات المتقدمة كما إفترض عالم
الفيزياء النظرية " فريمان ديسون "
وجدير بالذكر أن تلك الأجسام المضيئة
التي تدور حول النجم كيك 8462852 , يختلف عمرها عن عمر النجم , إذ ظهرت
متأخراً حول النجم كيك 8462852
ويبعد النجم عن الأرض بمقدار 1،481 سنة ضوئية , ولكنه ليس مرئياً للعين المجردة .
Post a Comment