قمر
أراها يوميا مع صديقاتها الصغيرات بجوار منزلها في شارعنا الصغير ..
اسمع صوتها الرقيق ينادي على أسماء صديقاتها كي يبدأ موعد اللعب
أتمني من قلبي أن يصغر عمري وأكون في عمرها ولو ليوم واحد لتنادي على اسمي ..
هرولت إلي الشرفة كي أحضر اللعبه من البداية ولأراها بعيونها المبتسمة ابتسامه نصف حزينه
وشعرها القصير ذات الخصلات المموجة ..
أراها تبتسم عند وجود جميع صديقاتها
تفرد ذراعيها بجانبها فـ يقلدها صديقاتها
تقول لهن بصوت فرحان (( يالا ندووووخ ))
يسألن "قمر" طيب هنتخيل إيه النهاردة يا قمر ..
تشرد قليلا ثم تبتسم ابتسامه ألم وتقول هنتخيل الجنة فيها إيه ...
تغمض الفتيات الصغيرات عيونهن
ويفردون أيديهم كأجنحة الملائكة ويدورون مدارات عشوائية
ويفردون أيديهم كأجنحة الملائكة ويدورون مدارات عشوائية
أرى على وجوههن تعبيرات وانفعالات صادقه لم اعد أراها
اسرح معهن وأغمض عيني لعلّني أتخيل ما هي الجنة أو حتى لأتذكر كيف كنت اتخيل الأشياء فيما مضى ..
انتبهت على صوت الصقفه المعتادة دليل التوقف عن الدوران
ومع ذلك يستمررن فى اغماض أعينهن للاحتفاظ بالصورة وقت أطول
تقول لهن " قمر " ... ها كل واحده تقولي شافت ايه ؟؟
ليلي تقول ........ أنا تخيلتها كلها جناين حلوة و مليانه ورد
رغد ....... . أنا لقيتها منوره قوي وكل الناس لابسه ابيض
ايمي : شفت ف الجنة بيوت شكلها جميل قوي وكل بيت جنبه بحر كبير
أتابع بشغف ما تقوله الفتيات أريد أن اعرف كيف تخيلت قمر شكل الجنة .. فإذا بهي تبكي
بدون صوت وقالت : أنا لقيت الجنة كبيرة قوي وفيها بيت شبه بيتنا بس
كانت ماما معانا فيه ..
مسحت قمر دموعها بسرعة وقالت ... (( يالا نفتح عيوننا ))
حينها أغلقت انا عيوني لأتذكر كيف كان شكل أمي
إرسال تعليق