-->

رحـيـق زهــره






نظرت لها وهي تلبس فستان زفافها من أخي



ارتسمت علامات الحزن على وجهى لفراقها وإن كان فراقا مؤقتاً



ابتسمت بمرحها المعتاد وقالت

" مال الجميل زعلان ليه "



يااااااااااااااااااه



" مال الجميل زعلان ليه "

تلك الجملة أعادتنى خمس سنوات للوراء حينا التقيتها اول مرة



نفس مرحها المعتاد لم تتغير




قالت :

"مال الجميل زعلان ليه"
يومها نظرت لها باستغراب وبدهشة



" إنتي تعرفيني "



ابتَسَمت ابتسامه صادقه وأومئت برأسها نافيه



وقالت بهدوء ممزوج بالمرح



" لأ معرفكيش بس هنتعرف وهنبقى صحاب قوي كمان ولا عندك مانع "



ابتسمت ومددت يدي لمصافحتها



صافحتني بود وحب وضغطت برفق على يدي



وهمست في أذني



" إسمي رحيق إوعي تنسي "



وقبل ان أبدأ ف الكلام مجددا



التفتت وراءها بسرعه وقالت



" هتلاقيني دايما هنا ع السلم دا ... إبقى دوري عليا "



استغربت موقفها وكلامها



ولم يطول تفكيري اخيرا وجدت صحبه من البنات تائهين مثلي في الكليه

ف اول يوم دراسه





تعرفت عليهم سريعا

وانقسمنا لنسأل كيف نفهم جدول محاضراتنا

ولكن دون فائده



عدت للمنزل لم أفعل شيء سوى النوم



ذهبت ثانيه للكليه آمله ان أفهم أي شيء عن أي شيء اليوم



وفجأه شعرت بوجود يدين فوق عيوني

وصوت مرح يقول

" كده مش عارفاني"



إلتفت لأوضح لها إنني بالتأكيد لست صديقتها المقصوده



وإذا بها تنط نطه خفيفة لتجلس بجواري



وترسم حزن مصطنع على وجهها لتقول

" إنتي لسه زعلانه من إمبارح "



قبل أن اقول أي شيء



قالت
" انا رحيق يا بنتى اوعي تكوني نسيتيني
بس انا زعلانه منك كده متسأليش عني
على فكره انا معايا حاجات كتير مهمه ليكي "



كدت ان أنفجر من الغيظ من تلك الفتاه الغريبة
إلا إنني صبرت قليلا

وحتى الآن احمد الله إنني صبرت



مدت يدها ببعض الوريقات الصغيره المكتوبه بخط مرتب و جميل



وقالت " ده يا ستى جدولك أكيد مفهمتيش منه حاجه عشان كده شكلك زعلان من امبارح انا كتبتهولك بطريقه تفهميها .. واكيد برضه مش لاقيه الدكاتره اللي مكتوبين ف الجدول بتاعك وملكيش صحاب معاكي ف الكليه .. ومتعرفيش مكان المدرجات والسكاشن ومش لاقيه حد معاكي ف الدفعه "



ابتسمت بإذبهلال وخرج صوتي بصعوبه

" إنتي ازاي عرفتي كل ده "



ابتسمت بخبث وقالت
" لا ده سر عـ فكرة ... المهم بقى صحاب ولا لسه خايفه مني "



ضحكت وقلتلها " صحاب طبعا "



قالتلي " طيب أقولك حاجه كمان بس متستغربيش "



ابتسمت باستغراب كده



قالتلي " وكمان اسمك زهره ... صح"



ضحكت وقلتلها " لا لازم اعرف بقى عرفتي منين"



قالتلي وعد هقولك ف يوم بس مش النهارده





انتبهت من ذكرياتي على صوتها في الواقع
" اللي واخد عقلك يتهنى بيه ماشي ماشي تسرحي ف حد تاني غير حبيبتك رحيق"



ضحكت وحضنتها وقلتلها

" فاكره أول يوم اتعرفنا ع بعض هو انتي عرفتي اسمي منين "



ضحكت رحيق لدرجه انها لم تستطيع التوقف عن الضحك


 
وقالتلي " ياااااااااه إنتي لسه فاكره ... بس هقولك يا ستي لحسن متجوزنيش اخوكي وأعنس انا بقى واقعد أربي ف عيالك "



أكملت رحيق بابتسامه عريضه " كنتي قاعده ع السلم ف نفس مكاني المفضل ع السلم وكان شكلك خلاص هيعيط جيت قعدت وراكي ع السلم وكنتي بتكلمي اخوكي ع الموبايل وبتقوليله انتي مش فاهمه حاجه ف الجدول ولا الكليه وتايهه ومحدش بيكلمك ولما بتسألي حد مش بيرد عليكي وف آخر المكالمه قلتيله قول لماما زهره بتسلم عليكي"

 

"ف بصراحه صعبتي عليا عشان فكرتيني بنفسي السنة اللي قبلها بالظبط وفضلت طول السنة مليش صحاب واول ما شفتك حسيتك أنا "



ضحكنا لدرجه البكاء



حضنتها بقوه وهمسنا في نفس الوقت



" بحبك "