-->

الموت الأسود ( الطاعون ) ؟!

مرض الطاعون ويسمى أيضا بالموت الأسود .. ( Plague )

وكان من أكثر الأمراض المميتة التي تسببت في موت مئتان مليون ( 200.000000 ) شخص على مستوى العالم .

في فترة الثلاثنيات ، فما هو ذلك المرض ..






أولاً : الطاعون وتعريفه (الموت الأسود ) :



هو من الأمراض المعدية القاتلة التي يسببها إنتروبكتريسا يرسينية طاعونية (يرسينيا بستس yersenia pestis) ، الذي سمي على أسم عالم البكتيريا الفرنسي السويسري ألكسندر يرسين .

الموت الأسود : يعني الوباء العظيم الذي أودى بحياة جزء كبير من سكان أوروبا خلال القرن الرابع عشر .
 خلال العصور الوسطى لم يستخدم هذا التعريف ،  بل قالوا "الموت العظيم" أو "الطاعون العظيم" .
و كان الرواة الدنماركيون والسويديون أول من استخدام مصطلح "الموت الأسود" .
ويدل مصطلح الموت الأسود على الطاعون ، وذلك للتأكيد على رعب وخراب هذا الوباء .  
وقيل أيضا أن أول من أطلق هذه التسمية هو الطبيب الألماني يوستوس هيكر في كتابه الموت الأسود .
وقيل أيضا أن سبب تسميته بالموت الأسود ترجع لانتشار بقع نزفية تحت الجلد من ضمن ما يحدثه من أعراض .

ثانياً : أسبابه وأنواعه


ومسبب المرض هي بكتيريا  (yersenia pestis ) تحتفظ بها القوارض مثل الفئران أو الجرابيع/اليرابيع ، وتتكاثر بداخلها وتنمو .
وتنتقل عدواها إلى الإنسان عن طريق البراغيث التي تلدغ الفأر المعدِى ثم تلدغ الإنسان ، أو نتيجة عض الفئران المعدية للإنسان بشكل مباشر ، وعن طريق أكل وتربية القوارض المصابة . 
أو من إنسان إلى آخر بشكل مباشر أيضاً عن طريق الرذاذ والكحة والعطس في حالة الطاعون الرئوي.
وفترة الحضانة ما بين التقاط العدوى وظهور الأعراض المرضية تتراوح ما بين 2 - 6 أيام حسب نوع الطاعون .
 وهناك ثلاثة أنواع معروفة من الطاعون : 
1 - طاعون الغدد الليمفاوية Bubonic plague .
2 - طاعون تلوث الدم septicemic plague .
3 - الطاعون الرئوى Pneumonic plague .
ثالثاً : طرق إنتقال العدوى
وتنتقل العدوى عن طريق : 

  • السعال أو العطس في وجه شخص آخر .
  • الاتصال المادي المباشر - لمس الشخص المصاب ، بما في ذلك الاتصال الجنسي .
  • اتصال غير مباشر - عادة عن طريق لمس التربة الملوثة أو السطوح الملوثة .
  • انتقال البراز إلى الفم - عادة من الأغذية الملوثة أو مصادر المياه الملوثة .
رأبعاً : أعراضه طبقاً لأنواعه :
أ - طاعون الغدد الليمفاوية Bubonic plague :
ارتفاع في درجة الحرارة ، تضخم الغدد الليمفاوية ، وحدوث آلام شديدة بها ، وأحياناً تقرحات ونزف .. حتى الوفاة .  
ب - طاعون تلوث الدم Septicemic plague : 
تلوث في الدم ، وتبدأ السموم الداخلية «إندوتوكسين» للبكتيريا بالإنتشار في الدم ، وتحدث حالة متناقضة من التجلطات داخل الأوعية الدموية. والنزيف الذى قد يظهر على شكل بقع نزفية غامقة تحت الجلد (وهو ما أعطاه اسم الموت الأسود) وكحة أو قيئاً مصحوباً بدم ، مع حدوث أعراض التسمم .
3 - الطاعون الرئوى Pneumonic plague
 وهذا النوع هو الذي يستخدم كسلاح بيولوجى ، وأعراضه تتمثل في إرتفاع في درجة الحرارة - صداع – إحساس بالضعف والهزال . كحة - ضيق تنفس - سعال أو قىء مصحوب بدم . 
خامساً : العلاج : 
تتم معالجة الطاعون حاليا بالمضادات الحيوية ، وتوجد فرص جيدة للتشافي في حالة الكشف المبكر عن المرض .                     تستخدم على سبيل المثال مركبات ستربتوميسين وكلورامفينيكو بالإضافة لتشكيلات مكونة من تتراسيكلين وسلفوناميد . يعطى الستربتوتوميسين حقناً بالعضل فقط . بينما يشكل الكلورامفينيكول علاجا مؤثراً ( لديه أثار سلبية ) .
ويتم تشخيص مرض الطاعون عن طريق تحليل PCR من أجل اكتشاف الحمض النووى للبكتيريا المسببة للطاعون .

سادساً : النهاية

حيث أن الطاعون هو مرض نادر في معظم أنحاء العالم ، إذاً ليست هناك حاجة للتطعيم الروتيني .
وتفيد الإحصائيات أن أعداد الضحايا تختلف حسب المنطقة وعلى نطاق واسع من مصدر جديد للبحث والاكتشافات التي تظهر إلى النور ، و من المرجح انه قتل ما يقدر بنحو 75 إلى 200 مليون شخص في القرون الوسطى ، وذلك وفقاً للمؤرخ فيليب دايليدر.
في عام 2007 أشارت البحوث الأخيرة إلى أن 45 ٪ إلى 50 ٪ من سكان أوروبا ماتوا خلال الأربع سنوات الفائتة .

 ثمة قدر لا بأس به من التباين الجغرافي ، ففي أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وإيطاليا وجنوب فرنسا وإسبانيا ، حيث انتشر الطاعون لأربع سنوات على التوالي مات من 75 ٪إلى 80 %  من عدد السكان ، أما في ألمانيا وبريطانيا مات 20 ٪ من عدد السكان ، أما في الشرق الأوسط فإن الموت الأسود قتل نحو 40 ٪ من سكان مصر .

وقد أثبتث البحوث الأخيرة أن المرض لا ينتقل فقط من الفئران بل أيضاً من الجرابيع .

 
وفي النهاية أتمنى سلامتكم جميعاً ..