قصة الغراب والثعبان من قصص كليلة ودمنة
كليلة ودمنة هو كتاب يعتبر من أقدم الكتب
التي عرفها الإنسان وداع صيته في كل أرجاء العالم حيث ترجم من الهندية إلى عدة
لغات منها العربية والإنجليزية وعرف إقبالا كبيرا لدى القراء الكبار والصغار الذين
استمتعوا بقصصه وحكاياته، ورغم أن أغلب قصص كليلة ودمنة تدور أحداثها بين
الحيوانات إلا أن المغزى منها هو تقديم الحكم والمواعظ للإنسان.
تدور أحداث قصص كتاب كليلة ودمنة حول أحد
ملوك الهند والذي يدعى دبشليم وفيلسوف له يسمى بيدبا، حيث تبدأ كل قصة من قصص
كليلة ودمنة بطلب من الملك دبشليم من فيلسوفه بيدبا أن يروي له قصة تحمل مغزى وحكمة
فيبدأ بيدبا بسرد قصص حدثت بين الحيوانات لكنها في واقع الأمر تحمل رسالة وعظ
وحكمة للإنسان ومن أبرز أبطال قصص كليلة ودمنة نذكر ابنا آوى كليلة وأخيه دمنة والثور والأسد...، وفي هذه المقالة سنقدم لكم بعضا من قصص كليلة ودمنة.
قصة الغراب والثعبان من قصص كليلة ودمنة:
تقول القصة أنه كان هناك غراب يسكن في عش فوق
شجرة قرب جبل، وكان بجانب تلك الشجرة جحر ثعبان أسود، فكان كلما وضع الغراب بيضا
في عشه إلا وأكله الثعبان وتكرر ذلك عدة مرات وحزن الغراب جدا وذهب يشكي حاله
ويستشير صديقه ابن آوى في أمر عزم عليه،
قال الغراب: "لقد قررت أن أذهب إلى الثعبان إذا نام وأفقأ عينيه وهكذا أتخلص
منه وأرتاح". فقال ابن آوى: "لا تخاطر بنفسك وإنما أدلك على حيلة ترتاح
بها من هذا الثعبان المتسلط دون أن تعرض نفسك للأذى". قال الغراب: "وماهي؟".
فرد ابن آوى: "الحيلة هي أن تحلق في الجو وإذا أبصرت امرأة ترتدي عقدا ثمينا
اخطفه منها ثم حلق باتجاه جحر الثعبان بحيث يتبعك الناس وارمي العقد عند الجحر
وعندما يأتي الناس يأخذون العقد ويقتلون الثعبان".
وبالفعل هذا ما كان فقد حلق الغراب عاليا
ولما أبصر امرأة ترتدي عقدا اختطفه منها فبدأت المرأة في الصراخ وتجمع الناس حولها
حاملين العصي ولحقوا بالغراب الذي طار حتى وصل إلى جحر الثعبان ثم رمى بالعقد قربه
وعندما جاء الناس أخذوا العقد وقتلوا الثعبان وهكذا تخلص الغراب من الثعبان.
المغزى الذي تحمله هذه القصة أنه بإمكان
الضعيف أن يتغلب على شرور عدوه القوي بالفطنة والحيلة والذكاء دون أن يعرض نفسه
للخطر.
كانت هذه قصة الغراب والثعبان نأمل أنك استمتعت بها أنت وأطفالك ونتمنى لك جولة مفيدة في موقعنا.
إرسال تعليق