قصة الملك والطفلة الفقيرة

بعد الانتهاء اليوم المدرسي انطلقت كريستين إلي منزلها وهي تبكي وتمشي ببطئ
شديد من شدة حزنها ، وفي طريقها التقت بسيدة عجوز صديقة لأسرتها، احتضنتها
السيدة العجوز وسألتها : ما بك يا عزيزتي كريستين ؟ لم تستطع الطفله أن
تجيب ولكنها انفجرت في البكاء، وبعد أن هدأت قالت للسيدة العجوز : أنا أحب
الملك جداً، ومنذ سنوات وأنا مشتاقه كثيراً لرؤيته، واليوم علمت أنه سوف
يزور مدرستنا غداّ، وجميع الأطفال سوف يقدمون له الهدايا، ولكن أنا لا أملك
أى أموال، واسرتي فقيرة جداً، ولن أستطيع أن اشتري هدية مناسبة للملك، ولا
أعلم ماذا سوف أفعل غداً، ولا يمكنني ألا أذهب إلي المدرسة حتي لا تعاقبني
الاستاذة، كما لا يمكنني أيضاً أن أذهب وأكون أنا الوحيدة التي لم أقدم
هدية للملك .
مسحت السيدة الطيبة دموع الطفلة وقالت لها بابتسامة عذبة ” خذي هذا الإناء
الصغير وغداً قبل ذهابك إلي المدرسة، ضعي فيه بعضاً من الثلج المتراكم علي
التل الموجود بجوار المدرسة، وانتظري حتي يقدم جميع الأطفال هداياهم للملك
ثم قدمي له هذا الاناء، وأنا علي يقين تام أن الملك سوف يقبل هديتك بفرح
شديد .
لم تجد الطفلة حل سوي أن تنفذ كلام السيدة العجوز، وبالفعل استقبلت المدرسة
الملك وقدم جميع الأطفال الهدايا، حتي صار مرهقاً جداً، فتقدمت الطفلة إلي
الملك وأنحنت أمامة وهي تقول : سيدي جلالة الملك، أنا أحبك للغاية، ولكنني
من أسرة معدمة تماماً، وأنا أقدم لك هذا الثلج الذي قد ذاب في إناء متواضع
لأنني أحبك جداً .. أمسك الملك الإناء وشرب منه وهو يقول : يا لك من طفلة
محبة وحكيمة جداً، لقد قدمت لي الآن أثمن من كل ما قدمه لي أى إنسان آخر في
المملكة، لأنني متعب جداً وأحتاج لهذا الماء المثلج الجميل، أتقبلين يا
عزيزتي أن تلتحقي بقصري، فإنني سوف أكون سعيداً جداً أن تكوني ابنتي
الاميرة الصغيرة الذكية المليئة بالحب والحكمة .. صفق جميع الحاضرين وتهلل
الكل بعد أن تبني الملك طفلة من هذه المدرسة .