يستفز الزوج أحياناً، من باب الفكاهة أو السخرية، زوجته بتصرفات كيدية غير مباشرة، رغم علمه التام بأنها تصرفات قد تغيظها، محاولا إضفاء أجواء من الضّحك خلال الزيارات المتبادلة بين الأقرباء أو الأصدقاء، أو لتشابه تصرف ما حدث شبيه بتصرف تفعله الزوجة.
وهناك
من الزوجات من تشتعل كالبركان، وهناك من تكون ذكية قادرة على تفهّم زوجها،
وتعزيز ثقتها بنفسها، بدلاً من إظهار غضبها الذي قد يؤكد نقصانها للشيء
الذي استفزها، وهناك من تردّ عليه بطريقة تُسكته، ما ينتج عنه أمور لا تحمد
عقباها.
الباحث
وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي بيّن لـ “فوشيا” بأن على الزوجة
أن تتصرف بحكمة في سلوكها تجاه الموقف، الذي صدر عن زوجها، وأن تسكت عن
الرد السلبي والمناكف له.
كما
يمكنها، بحسب الخزاعي، أن تعطيه إشارات معينة بعدم قبولها لهذا التصرف
الذي جعلها محلّ سخرية وتهكّم أمام الناس، أو تطلب منه تغيير الموضوع لحين
عودتهما إلى المنزل.
ولكن،
إذا استمر الزوج في عملية إغاظة زوجته في أمور خاصة لا ترغب بكشفها أمام
الآخرين، يمكنها الانسحاب من المكان بهدوء، بحيث تُظهر للجميع، ولزوجها
تحديداً، عدم رضاها عن السلوك الذي بدَر منه.
كما
نصح الخزاعي بضرورة الحوار الهادئ بين الزوجيْن لمناقشة حجم الحَرَج الذي
وقعت فيه الزوجة جراء التصرف غير المنطقي من الزوج، مغلِّباً ضرورة اللجوء
إلى الحِكمة تجاه تصرف الزوج بدلاً من ردة الفعل السلبية، التي قد تشتعل
خلافات بينهما، كانا في غنى عنها.
وتستطيع
الزوجة، بحسب الخزاعي، إحلال زوجها مكانها في الموقف نفسه الذي وضعها فيه،
لمعرفة ردة فعله في ما إذا فعلتْ هي ذلك، هل سيقبل بتصرفها؟ أم سيبادلها
بردّ الصاع صاعيْن؟
وتوقع
الخزاعي، بأن الزوج لن يقبل على نفسه أن تهزأ زوجته منه أمام الناس أو
تغيظه، بحكم عُقدته الذكورية، ولن يسمح لها بذلك وسيعدّها زوجة تقصد المسّ
بكرامته وتوجيه إهانة مباشرة له، وأنها جعلته “مضْحَكة ومحلّ سخرية أمام
الناس”.
وقال
الخزاعي إن هذه الأمور ينبغي أن تكون من المسلّمات التي يجب أن يحرص ويتفق
عليها الخطيبان قبل زواجهما، من حيث عدم تعريض أحدهما لأي موقف يحرج الآخر
أمام الناس، وكذلك الاتفاق على نوعية التصرفات والكلام الذي يسبّب لأيٍّ
منهما أيّ حرَج.
إرسال تعليق