
هناك زوجات شتى يعتقدن أن الفوز بزوج فيه الكثير من المواصفات المحبوبة هو نهاية القصة معه و من ثم لا تلتفت لأي معنى آخر في علاقتها بهذا الزوج , خاصة إذا جمعتها مع هذا الزوج " تجربة الحب " قبل الزواج إما في إطار التعارف أو في إطار الخطوبة أو في إطار العقد الشرعي مع وقف التنفيذ . فالحق أقول لك أيتها الزوجة : بعد الزواج فقط تبدأ أولى فصول القصة الطويلة حتى و إن جمعتك بزوجك أحلى قصة حب قبل الزواج .. و التي تعتقد ان الامر توقف بالزواج و انه لا يجب عليها شئ تجاه الزوج الا البديهيات المعروفة : طبخ , غسيل , تنظيف , ترتيب , فراش .. انما رضيت لنفسها ان تكون خادما في بيت رجل لا أكثر , ذلك لأن للزواج معنى آخر و غاية أخرى و ما كل ما ذُكر إلا أعراضا تصاحب الزواج .. الرسول صلى الله عليه و سلم يقول لك شيئا آخر .. اسمعي : " و جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها , و التودد من الدين " , هذه هي مهمة الزوجة مع زوجها .. انه جهاد في ميزان الشريعة و حسنة كبيرة تفعلها الزوجة , و ما حسن التبعل و جمال التودد للزوج الا اشعار الزوج انه زوج بكل ما تضمر هذه الكلمة من جمال و عمق , و حب و حنان , و تضحية و عطاء .. انه جهاد لان المرأة و هي تتفاعل مع زوجها و تتودد إليه بمختلف مسالك التودد انما ترنو بمشاعرها الى الله , الى رضاه , الى الجنة .. انه جهاد لان المرأة تعتبر في حكم الحقيقة قوة الرجل من ضعفه و ثباته من عجزه و شعوره من قلبه و تأخذ بيده لترتقي به نحو عوالم أخرى كلها : حب و حنان و أمن و سلام و سكينة و جمال .. انه جهاد لان المرأة تقف ـ لا أقول كما يقولون خلف زوجها بل ـ مع زوجها و هو يواجه ملابسات الحياة و ضغوط الواقع فتكون له ظلالا وارفة من لهيب المشاكل و العراقيل في واقع معقد مرهق , و تكون له سكينة هادئة من قلق صاخب و اضطراب مزعج , و تكون له لذة ماتعة من لهيب مضطرم في نفسه .. انه جهاد لان المرأة تسعى جاهدة لاعطاء الزوج الابتسامة المشرقة , و النظرة الحانية , و الكلمة الحبيبة , و الحركة الماتعة , و الموقف الموحي .. انه جهاد في أعماق النفس فأعظم به من جهاد .. عندما تتزوجين القصة لا تنتهي بالحري انها تبدأ حتى و لو جمعتك مع زوجك اسمى علاقة حب و اعمق وشيجة تعارف قبل الزواج .. فخذي حذرك , فان الناس كثيرا ما يعجبون ما بال فلان و فلانة بعد حب جميل نادت عليهما النفرة و التباغض فكان الشقاق و كان الطلاق او كانت المعاناة الأليمة و البأساء المريرة , و انما مرد هذا عدم قدرة الزوجة أو الزوج أو كليهما على مواصلة العطاء للطرف الثاني فنضب معين الحب و الاعجاب و الشوق و الرغبة فكان لزاما في حكم الطبيعة برودة التفاعل و جفاف المشاعر , و ان شيئا سماه الرسول صلى الله عليه و سلم جهادا لحري بالزوجة - و الزوج معها - ان تبذل جهدها لتستمر علاقتها بهذا الرجل في اسمى معانيها مترعة باحلى امانيها , فليس سهلا الاستمرار مع شخص واحد مدة مديدة لان النفس ملول بطبعها و انما تُكسر حدة هذا الملل في العلاقة الزوجية بمعنيين اثنيين : الاول : طلب رضا الله و ابتغاء رحمته في معاملة الطرف الثاني و بالتالي تكون النتيجة هي غض الطرف عن الزلة سواء في الكلمة الجارحة ام الموقف المشين و عدم الدفع بالزوج الى حضيض الحيوانية جراء كثرة المطالب المادية و ارهاقه بالرغبات .. الثاني : التجديد المستمر في العلاقة معه في كل شئ , فان النفس تعشق الجديد و تنفر من القديم المكرور , و التجديد يكون في الكلام , اللباس , ترتيب البيت , اوضاع علاقة التماهي الجسدي والروحي ( العلاقة الجنسية ) , لتكون النتيجة ان الزوج يرى زوجته مهما امتدت الحياة و العشرة بينهما كأنها عروس جديدة , وقد نبه ابن عباس


Post a Comment