ماذا تعرف عن الميزوثيرابي Mesotherapy
![meso03 meso03](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh9CCgL_yzsgV3Q0PPaakv45UHbX56VA1MNA4W7RJYYftQLr3T4uZwIOM_wAlyG_XiEByR9SFWl-DrV8YqRlT5UcHdlSPbogI151AgZ23BHlgOGuvBJDDIURsilgZJWP1luSGJR0MgTChA/s1600-rw/meso03.jpg)
الميزوثيرابي
( Mesotherapy ) هو تقنية طبية قديمة تم اكتشافها في العام 1952على يد
طبيب فرنسي اسمه مايكل بستور ، وهي عبارة عن حقن صغيرة و دقيقة جدا غير
مؤلمة الى حد ما ، تعطى تحت سطح الجلد و تحتوي على مواد و تراكيب مختلفة قد
تكون مستخلصات نباتية او مكملات غذائية او فيتامينات او إنزيمات او احماض
أمينية او مواد مغذية او مواد معدنية او أدوية.
و
تقوم فكرة استخدامها على نظرية أن هذا المزيج من المواد أو الادوية يؤدي
الى إذابة الشحم المتواجد تحت الجلد و انكماش الخلايا الدهنية .
جدير
بالذكر أن هذه التقنية واسعة الاستخدام في اوروبا و امريكا الجنوبية و
لكنها محدودة الاستخدام في الولايات المتحدة الامريكية و ذلك نظراً لأن
إدارة الغذاء و الدواء ( FDA ) الأمريكية لم توافق على أي نوع من العقارات و
المواد المستخدمة في الميزوثيرابي .
و
تعتبر من أحدث الصيحات في عالم تجميل الجلد و الجسم و ذلك من أجل الحصول
على النتائج العلاجية المرغوبة كتخفيف الوزن في أماكن معينة ، و تجديد
خلايا الجلد لاستعادة نضارته و شبابه ، وعلاج السليوليت و تحسين المظهر
الخارجي للجسم .
هذا
وقد تم استخدام هذه الطريقة في البداية لعلاج بعض الحالات الخاصة مثل
أمراض الاوعية الدموية و إصابات الرياضة و الامراض المعدية و أمراض
الروماتيزم و تحسين الدورة الدموية ، وسرعان ما بدأ الاطباء بعد ذلك في
استخدام الميزوثيرابي في النواحي التجميلية المختلفة ، ومع ازدياد نشاط
الشركات المنتجة للمواد المستخدمة في الميزوثيرابي و ادعاءاتها المتكررة
بفاعلية هذه التقنية ، اتسعت قائمة الاستخدامات و تعددت دواعي استعمال
الميزوثيرابي لتشمل الآتي :
التقليل
من دهون الجسم بصفة عامة او في أماكن محددة منه ، وعلاج السليوليت ، و
علاج سقوط الشعر و الصلع ، وعلاج الندبات ، وتحسين مظهر و نوعية الجلد
وتقليل التجاعيد و إعادة نضارة الوجه .
و
رغم استخدام الميزوثيرابي لعد سنوات في أوروبا فإنه لم يتم حتى الآن
تقييمه بطريقة علمية معتمدة و محايدة ، فالدليل العلمي لدعم هذه التقنية
يكاد يكون معدوماً أو في أفضل الاحوال ضئيلاً جداً ، فليس هناك دراست علمية
قصيرة أو بعيدة الأمد على مدى فعاليته و الآثار المترتبة عليه ، كما يبدو
بأنه لا يوجد هناك أي معايير تحدد استخدام مواد الحقن المعينة و كمياتها و
عدد جلسات الحقن وفترات تكررها ، كما لا يوجد برتوكول او برنامج علاجي محدد
للاستعمالات المخلتفة يسمح بالتنبؤ بنتيجة العلاج و درجة التحسن المتوقعة و
توقيتها .
و
يلقى الميزوثيرابي حالياً رواجاً متزايداً في مختلف أنحاء العالم و خصوصاً
أوروبا حيث يستخدم في علاج حالات متنوعة من إصابات الملاعب الى الألم
المزمن ، أما في الولايات المتحدة الامريكية و كندا فرغم تزايد استخدامه
مؤخراً فإنه يستعمل بصورة رئيسية لتقليل الدهون فيما يعرف بإسم إذابة
الدهون ( Lipodissolve ) ، ويعتقد أن ذلك يتم عن طريق أكسدة الدهون و تسريع
عملية الأيض داخل الخلايا لزيادة التفاعلات الكيميائية المصاحبة وصولاً
الى التغيرات الظاهرية المطلوبة في الجلد ، وهنا يجب أن نذكر أن الجمعية
الامريكية للجراحة التجميلية قد أكدت على أن الميزوثيرابي البديل الآمن
للعملية المعروفة بشفط الدهون ( Liposuction ) ، و التي تعتبر الطريقة
الوحيدة التي أثبتت كفاءتها للتخلص من الدهون .
• كيفية استخدام الميزوثيرابي :
من
الممكن إجراء الميزوثيرابي بطريقتين ، و هذا بالطبع يعتمد على الطبيب
المعالج و مدى خبرته و مستوى تمكنه من أي من هاتين الطريقتين :
الأولى :
تتم بالحقن يدوياً بواسطة إبر دقيقة جداً ، و عادة ما يتم إجراء حقن
متعددة في المكان المحدد على عمق يصل الى الطبقة المتوسطة من الجلد .
و
تتميز هذه الطريقة بإعطاء المعالج السيطرة الكاملة على توصيل المادة
المحقونة ، كما إنها لا تستدعي تكلفة مالية عالية لشراء أجهزة الحقن
المختلفة .
الثانية :
تتم بمساعدة أجهزة الحقن الخاصة ، وهي أجهزة خاصة تشبه المسدس يتم تثبيت
الإبرة الدقيقة عليها ، و من الممكن معايرة هذه الأجهزة لإعطاء الحقن في
الجلد إما بصورة منفردة كطلقة واحدة أو بصورة طلقات متكررة و بسرعات عالية ،
و تتميز هذه التقنية بفوائد ملموسة في جعل العلاج أقل إيلاماً للمريض ، و
أكثر سهولة و سرعة للطبيب المعالج ، مع إضافة عنصري الدقة و الثبات في
توصيل الحقن المتتالية .
• ما المواد المستخدمة في الميزوثيرابي ؟
أما
فيما يتعلق بالمواد المستخدمة في الحقن ، فهي تشمل تشكيلة كبيرة من مواد و
أدوية على شكل مستحضرات سائلة قابلة للحقن في طبقات الجلد بواسطة الإبر
الدقيقة ، و من الممكن ذكر بعض المجموعات الكيميائية التي تنتمي إليها هذه
المواد مثل : موسعات الاوعية الدموية ، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
مخففات التوتر العضلي ، الانزيمات الحالة للبروتين ، المواد البيولوجية ( و
تشمل الفيتامينات والمعادن و خلاصة النباتات ) ، و اللقاحات ، الهرمونات ،
المواد التخديرية ، مضادات الهرمونات ، كما يمكن إضافة مادة
الفوسفاتيديلكولين ، وهي عامل مضاد للأكسدة مشتق من مادة اللستين ( مادة
دهنية في انسجة النبات ) و مادة الأيزوبروتيرينول و اللتان تستخدمان بصفة
خاصة في معالجة السليوليت و تقليل دهون الجسم .
و
يعتمد اختيار هذه المواد البديلة على نوعية و هدف المعالجة ، سواء كان ذلك
لعلاج حالات طبية معينة أو لتجميل الجلد ، و من ثم يقع عبء تحديد نوعية
المواد المستخدمة على الطبيب المعالج ، وهنا تكمن أهمية ونوعية التدريب
الذي تلقاه و خبرته العملية والشخصية ، كما تعتمد ايضاً على الموقع
الجغرافي لمكان المعالجة فمثلاً في أمريكا الجنوبية و الشمالية يميل
المعالجون الى استخدام أدوية ذات فعالية أقوى و بكميات أكبر من المعتاد
مقارنة مع زملائهم في أوروبا الذين يبدون كثيراً من التحفظ على مثل هذا
الأسلوب في المعالجة .
• من يستخدم الميزوثيرابي ؟
من
الممكن للأشخاص البالغين ممن يتجاوز عمرهم 18سنة ولا يتعدى 75 سنة ، و
يتمتعون بصحة عامة جيدة الخضوع للمعالجة بواسطة الميزوثيرابي .
• متى يجب الامتناع عن استخدام الميزوثيرابي؟
يجب تجنب العلاج التجميلي بالميزوثيرابي في الحالات التالية :
1. المرأة الحامل و الأم المرضعة .
2. الأشخاص المصابون بداء السكري المرتبط بالأنسولين .
3. الأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي بالإصابة بالسرطان .
4. الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي بالإصابة بالجلطات الدموية أو الأمراض المرتبطة بالدم .
5. الأشخاص الذين يتناولون أدوية مسيلة للدم .
6. الأشخاص الذين يتناولون مجموعة من أدوية القلب .
7. الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي بأمراض القلب .
8. الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية .
• مضاعفات و محاذير المعالجة بالميزوثيرابي :
هناك العديد من الآثار الجانبية المصاحبة او المترتبة على المعالجة بالميزثيرابي التي يجب التنويه عنها و التحذير من احتمال حدوثها :
-
الاحساس بالألم : و هذا أمر متوقع تماما ًبالرغم من استخدام إبر صغيرة و
دقيقة مع زيادة سرعة و معدل الحقن في محاولة لتخفيف هذا الألم ، حيث إن
عملية الاحساس بالألم عند الأشخاص تعتمد على عدة عوامل منها حدود الألم
الشخصية و درجة حساسية المنطقة المعالجة و مواصفات الإبر و المواد
المستخدمة .
-
التورم و الانتفاخ : قد يحدث هذا في مواضع دخول الإبر في الجلد و حولها ،
وقد يستمر يوماً او يومين على الأكثر ، وقد يكون مصحوباً بحكة خفيفة .
-
الكدمات : و هذه عادة ما تتبع عملية الحقن بالإبر نتيجة جرح بعض الأوعية
الدموية في المنطقة المعالجة ، و تظهر على شكل احمرار أو ازرقاق في الجلد ،
و عندما تكون الاوعية المصابة كبيرة نسبياً قد يؤدي ذلك الى تكوين تجمع
دموي تحت الجلد .
-
التفاعلات التحسسية : و هذه قد تكون عاجلة و فورية أو تحدث في مرحلة
متأخرة ، و عادة ما تنتج كردة فعل تحسسي لبعض المواد او الادوية المستخدمة
في العلاج ، وقد تظهر على شكل طفح جلدي جزئي او عام .
-
العدوى و الالتهابات الميكروبية : و هذه من أكثر المضاعفات المترتبة على
العلاج ، وقد تعزى في كثير من الأحيان الى سوء إجراءات التعقيم المتبعه .
- الضمور : قد يتبع إلتئام التقرحات الناتجة في مواضع الحقن .
- تضرر الكبد : و هذا احتمال نادر الحدوث إلا في حالات استثنائية يتم فيها استخدام مواد ضارة جداً .
ختاماً
لا يزال الجدل قائماً حول الميزوثيرابي و استخدامه سواء علاجياً و
تجميلياً برغم الاهتمام العلمي و الاعلامي في الاوساط الطبية و بين عامة
الجمهور ، ولا شك أن هناك المزيد من الدراسات و التجارب العلمية المطلوبة
لإزالة الغموض الذي يكتنف جوانب مختلفة للميزوثيرابي أهمها إثبات فعاليته و
كفاءته و تحديد احتمالات ارتباطه بأي مخاطر صحية و ذلك بصورة غير قابلة
للشك .
إرسال تعليق