
هل تعرفين فعلاً ما يسعدك وما يؤلمك في علاقتك مع الآخرين؟ هل تدركين أن مثل هذه المعرفة هي مفتاح النجاح لهذه العلاقة؟ هذا الاختبار الذي قد يبدو بسيطًا، سيؤدي إلى مزيد من التقارب مع من تحبين.
سؤالان
بسيطان، لكن الجواب عليهما يمكن أن يقودك إلى حياة أكثر ثراء وارتباط أكثر
متانة، ويمكن لك اختيار أي علاقة (حب أم زواج أم صداقة).
الأسئلة التي يجب أن تطرحيها على نفسك:
ما هي التفاعلات في هذه العلاقة التي تؤثر بك أكثر بصورة إيجابية؟
أي تفاعلات في هذه العلاقة تؤلمك أكثر؟

هناك
شيء جوهري في الإجابة على هذه الأسئلة وهو: لماذا نحصل التأثير الإيجابي
الأكبر من الأشخاص الذين نهتم بهم أكثر من غيرهم، لكن أيضًا ينالنا منهم
معظم الأذى؟ ربما تكون الأجوبة واضحة، ولكن لدينا قدرة غريبة على إهمالها
والاستهانة بها، لأننا نظن أن الأجزاء الأكثر قوة في داخلنا هي التي تؤثر
على سلوكياتنا.
الواقع
أن الأجزاء الرقيقة والحساسة فينا هي الأكثر نشاطًا في علاقاتنا الحميمة،
فنحن جميعًا نريد أن نكون محبوبين، وأن يكون هناك من يستمع لنا. ومع ذلك،
فإن أكثر الأجزاء ضعفًا في أنفسنا هي الأجزاء التي بحاجة ملحة لأن نفهمها
ونقدرها، وهي تحتاج إلى أكبر قدر من العناية والاحترام، وداخل هذه الأجزاء
تكمن عبقرية فريدة وقدرة عميقة جداً على منح الحب وتلقّيه.
فكري
في أي علاقة لك وتأملي لحظات الفرح، والسلام، والحب، ولحظات الشعور
بالألم، وضعيها على شكل نقاط، ولكن لا تنظري فقط إلى اللحظات الكبيرة،
تذكري أيضاً لحظات الألم الصغيرة والأفراح الصغيرة، فهي يمكن أن تقول لك
الكثير عن نفسك، وعمن تحبينهم وأكثر ما يهم كل منكم، ففي تلك الذكريات،
ستعثرين على إحساس بالحقيقة.
وعن كل نقطة، اسألي نفسك، “ماذا تقول هذه النقطة عني وعما هو الأكثر أهمية بالنسبة لي؟”
اختاري النقاط التي تكررت، وخذي الوقت الكافي لملاحظة المواضيع المشتركة، فإن ما يظهر هو صورة أنفسنا الحقيقية.

نحن
غالبًا ما نمر على لحظات الفرح مروراً عابرًا بدلاً من الاستمتاع بها،
والسبب أن الكثير منا يشعر بأنه لا يستحق هذا الفرح، والفرح أيضًا يمكن أن
يخيفنا، نتحمله لبضع لحظات عابرة، ثم ينتابنا الخوف.
تذكري
أننا نعمل على التقليل من حجم ما يؤذينا، فنقول لأنفسنا أننا حساسون جدًا
أو أننا يجب أن نكون أكبر من الألم. ومع ذلك، إذا كنا لا نحترم تلك اللحظات
من الألم والإصغاء إلى ما تحاول أن تقوله لنا، سنظل محكومين بتكرار
الأنماط التفاعلية نفسها. حين نتعلم الاستماع إلى ما يشعرنا بالألم نتعلم
أن الآلام الصغيرة هي ما يمنعنا من العيش في الماضي.
بعد
القيام بهذه العملية، امنحي نفسك وقتًا للتأمل، وحينها ستعثرين على أجزاء
خفية من نفسك، وهذا شيء مهم جدًا، ستعرفين عليك أن تفعلي لتكريم تلك
الأجزاء من نفسك بصورة أعمق في علاقتك بالآخرين وفي حياتك بشكل عام.
الجزء
التالي من هذا التمرين هو القيام بالعملية نفسها لكن مع شخص تحبينه،
حاولي أن تضعي نفسك مكانه وتخيلي كيف سيجيب على الأسئلة نفسها حول علاقتك
به.
في
كل العلاقات التي تجمعك بالآخرين، ليس هناك مفاتيح لعلاقة حميمة أفضل من
النظر إلى أنفسنا بتقدير ومحبة، حاولي القيام بهذا التمرين بين وقت وآخر،
وسوف يتعمق حبك لذاتك وهذا سيؤدي إلى أن يصبح حبك للآخرين أعمق.
Post a Comment