تعد
الأحلام والتخيلات استمراراً طبيعياً لحياة المراهق الواقعية ومعاناته لمشاكله
وصعوباته في التكيف. فما هي صفات الحلم والى ماذا يرمز؟ إن دراسة الحياة الخيالية
للمراهق وأحلامه توضح الكثير من الأمور الهامة في شخصيته. فالتخيلات والأحلام تعد
استمراراً طبيعياً لحياة المراهق الواقعية ومعاناته لمشاكله وصعوباته في التكيف.
وتتسم
الحياة الخيالية للمراهق بالغنى والتنوع كما أنها تتسم بالغموض. ويعد المراهق
محترفاً في ممارسة خياله، إذ أنه يمر منذ الطفولة بعدد من المراحل تساعد على تنمية
القدرة على التخيل لديه، فالطفل منذ الطفولة يتعامل مع صور الأشياء بدلاً من
الأشياء ذاتها.
وظائف التخيل:
يستطيع
المراهق عبر تخيلاته تجاوز الواقع بكل ما فيه وحتى تجاوز قدرة المراهق حيث يستطيع
أن يحقق في خياله ما يعجز عن تحقيقه في حياته الواقعية من أهداف ومطامح يسعى إليها.
كما
يمكن للمراهق عبر التخيل أن يتجاوز كل ما يخيفه في حياته اليومية ويواجه المشكلات
المرتبطة بحياته.
موضوعات تخيل المراهق:
أظهرت
بعض الدراسات أن النجاح المهني والتفوق الذهني من الموضوعات التي يتخيلها المراهق
بنسبة مرتفعة.
كما
أن الخيال الجنسي كان أحد الموضوعات الأساسية لأحلام المراهقين.
التخيل نوع من العزاء:
تبدو
الأحلام النهارية للمراهق غير واقعية ومحاولة للتهرب من الوضع الذي هو فيه. إلا
أنها في الوقت نفسه وظيفة أساسية في تكيف المراهق مع ظروف حياته وشروطها القاسية.
فقد يتعرض المراهق مثلاً لنوع من العقوبة أو الكلام القاسي ممن هم حوله فيلجأ
فوراً إلى الأحلام النهارية أو بعبارة أخرى (أحلام اليقظة) ويرسم لنفسه صورة جيدة
تخرجه من اليأس والحزن الذي يشعر به في واقعه.
الأحلام النهارية والتحرر من الانفعال:
إن
الأحلام النهارية تمكن المراهق من تفريغ ما يشعر به من ضيق والتفكير بأمور لا
يتجرأ على الإباحة بها في الواقع.
فقد
يحس المراهق مثلاً بظلم من قبل معلمه ويتمنى موته بيده إلا أن محرمات المجتمع
وأعرافه لا تسمح له بالإفصاح عن فكرة الانتقام التي تبقى في داخله تنمو وتكبر
وتبحث عن مخرج ولا يجد المراهق العون إلا بأحلام نهارية قد تصور المعلم معجوناً في
حادث سيارة أو أصابه سوء ما.
ويصح
الأمر نفسه بالنسبة إلى الأحلام الجنسية التي يعانيها المراهق. فالتخيل إذاً يساعد
المراهق على التحرر من الانفعالات والعواطف المكبوتة.
الأحلام:
لا
تختلف أحلام المراهق الليلية عن أحلامه النهارية من حيث أن لها صلة بمجريات حياته
العادية. وأحلام المراهق تعكس زخم حياته هو بالذات وتشكل جزءاً لا يتجزأ من شخصيته.
وتبعاً
لذلك فإن الأحلام وبما تنطوي عليه من رغبات وبما تتضمنه من صور وحوادث تعد
استمراراً طبيعياً لحياة المراهق الواقعية ومعاناته مشكلات يومية وصعوباته في
التكيف.
كما
أن الانفعالات والصور في حلم المراهق ترجع إلى مشاعر المراهق وأفكاره وإلى حياته
الانفعالية والعقلية الواقعية.
وهناك
بعض الأحلام يستطيع المراهق تفسيرها بسهولة، وتكون بعض أحلامه انعكاساً لما يشغل
فكره واهتماماته، فعندما يحلم المراهق في الليلة التي تسبق مباراة كرة القدم بأنه
لعب بشكل جيد فإنه يؤكد (رغبته وتخوفه) معاً من اللعب في اليوم المقبل.
صفات الحلم:
للحلم
عدد من الصفات منها:
1) الضدية: يشير الحلم أحياناً إلى
عكس ما يحدث في الواقع تماماً. فيحلم الجبان أنه يعارك أهل الحي بشراسة مثلاً،
تبدو هذه الأحلام بشكل عام خالية تماماً من المعنى إلا أنها قد تعكس رغبات الحالم
المراهق الباطنية أو مخاوفه العميقة.
2) المبالغة: يبدو الحلم في بعض الأحيان
مبالغة أو خارجاً عن نطاق الواقع إذا ما قورن بالأحداث الواقعية، والمبالغة في
الحلم قد تنعكس على حياة المراهق وشخصيته كلها وتؤدي إلى (المبالغة) في اليقظة
أيضاً.
3) انفعالية المحتوى: يكون حلم المراهق يحمل
انفعالات وعواطف بشكل أكبر من انفعالاته في الواقع، فيكون المراهق الذي يطلق
سيارته في الحلم إلى أقصى حدود سرعتها حساساً إلى أبعد الحدود ويعاني من التوتر
بسبب السرعة العنيفة. فبدلاً من التمتع بالقيادة السريعة، يحس المراهق بالرعب
والخوف من ارتكاب حادث والموت بسببه. ويجب الإشارة إلى إمكان خلو حوادث الحلم العنيفة
من المشاعر الغريبة الشاذة، فقد لا يتأثر من يسير عارياً في الحلم ولا يرى في ذلك
أي خجل خلافاً لحاله في اليقظة.
4) لغة الحلم: يحتوي الحلم على عدد من
الرموز التي يصعب فهم معانيها، ومما يثير صعوبة فهم الرموز أن الحالم قد لا
يستخدمها في يقظته. وأغلب الرموز في حلم المراهق تكون بصرية وليست سمعية.
الرمزية في الحلم:
إن
الرموز في الحلم لها معاني كثيرة، فقد يعني الرمز الواحد أشياء مختلفة في أحلام
عدد مختلف من الأشخاص أو حتى في أحلام الفرد نفسه. كما أن الرمز الواحد قد يتخذ
أكثر من معنى في الحلم الواحد. فقد يحلم المرء بعد أن يتعرض لمشكلة ويصعب عليه
حلها بثور كبير يكاد يبطحه أرضاً، ولكن
سرعان ما يصغر الثور إلى عجل صغير أو إلى دمية عندما يحلم الشخص نفسه في اليوم
التالي بعد أن يكون قد وجد حلاً لمشكلته.
وقد
يشعر أحدنا بالإثم النفسي فيحلم أنه اتسخ أو تلطخت ثيابه بالطين.
وترمز
الحيوانات المفترسة في الغابة إلى نفس الحالم المثقلة بالشر والتدمير التي يعجز عن
السيطرة عليها.
تذكر الحلم:
بعض
الناس يتذكرون أحلامهم بينما لا يستطيع بعضهم تذكرها. وتنحصر القدرة على تذكر
الأحلام على عدة عوامل:
·
مقدار
سلامة النوم.
· الاهتمام الواعي بمحتوى الحلم.
·
إضافة
إلى عامل الشخصية.
فالذي
ينام دون حراك طوال الليل أقل تمكناً من تذكر أحلامه من شخص آخر يستيقظ عدة مرات
خلال الليل.
ويستطيع
الإنسان التأثير في أحلامه إلى حد ما بأفعاله التي يقوم بها قبل أن ينام، كأن يعطر
غرفة النوم لأن رائحة العطر قد تمنح أحلاماً جميلة.
كذلك
المواقف والأفكار والانفعالات خلال اليقظة تؤثر في الحلم فإذا كان مزاج الإنسان
هادئاً قبل النوم فمن المرجح أن تكون أحلامه طيبة وحلوة. كما أن التفكير بأشياء
مفرحة ومرضية قبل النوم والاسترخاء تجلب الأحلام الجميلة.
إرسال تعليق