الأصمعي
شاعر فذ وراوية العرب وأحد أئمة العلم باللغة والشِّعر والبلدان.. عُرف عنه
النباهة الشديدة وقوة الحفظ.
ولد
الأصمعي بمدينة البصرة عام 121هـ، وكان كثير التطواف في البوادي يقتبس علومها
ويتلقى أخبارها ويتحف بها الخلفاء فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة.. وكان الخليفة
هارون الرشيد يسميه (شيطان الشعر).
نشأ
الأصمعي في أسرة أفرادها كلهم متعلمون، وعاش بعصر اشتُهر بتطور العلوم النقلية
كالقراءات القرآنية، وعاصر العديد من القرّاء الكبار وتلقّى العلم منهم، وعاصر جمع
الأحاديث النبوية الشريفة، والتأليف ووضع المصنفات الحديثة، واستطاع الأصمعي
اكتساب المعرفة والثقافة والعلم بشكل واسع وكبير، ولقربه من مجالس الخلفاء
والأوساط الثقافية والعلمية زادت شهرته وتأثر الناس به، وتلقّى إشادات كثيرة من
العديد من الأشخاص ذوي السمعة: كسفيان الثوري، والأزهري، والرياشي، وإسحاق الموصلي.
للأصمعي
مكتبة كبيرة لم يُعرف عدد الكتب التي تضمنتها، واشتهر بمؤلفاته الكثيرة منها:
الأبواب، الاختيار، الاشتقاق، الأصمعيات، الأضداد، الأوقاف، جزيرة العرب، الخيل،
الدارات، السلاح، غريب الحديث، فحولة الشعراء، الكلام الوحشي، اللغات، المذكر
والمؤنث، المقصور والممدود، الميسر والقداح، النحلة، النوادر، وقصيدة (صوت صفير
البلبل) التي لاقت صدىً واسعاً جداً بين الناس، والعديد من المؤلفات الأخرى.
قال
عنه الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان
أتقن القوم لغة وأعلمهم بالشعر وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول عن نفسه: أحفظ
عشرة آلاف أرجوزة.
توفي
الأصمعي بمدينته البصرة سنة 208هـ وعمره 88 سنة.. رحمه الله رحمة واسعة
إرسال تعليق