- هناك عدد قليل من الأماكن البرية في هذا العالم من هي في روعة وغموض غابات الأمازون المطيرة في أمريكا الجنوبية , فهي تمثل نصف مجموع الغابات المطيرة في العالم , وتُعدّ موطناً لنظم كثيرة من الحياة البرية هي الأكثر تنوعاً وإزدهاراً على وجه الأرض , فضلاً عن العديد من القبائل الأصلية , التي لم يتصل بعضها بالعالم الخارجي وحضارته أبداً , وفي مثل هذا البحر الشاسع من التنوع البيولوجي
والبشري , فقد لا يكون من المدهش أن تكون غابات الأمازون غارقة في عدد لا يحصى من الألغاز المثيرة التي تشمل أنقاض غامضة قديمة , وحضارات ضائعة , إلى وحوش عملاقة غريبة يقُال أنها تعيش بين الغابات الكثيفة وعلى جوانب الممرات المائية .
1- مابينغواري .. الوحش الغامض كريه الرائحة
ربما أقل الوحوش شهرة في غابات الأمازون , هو وحش مخيف يجول في غابات الأمازون يُعرف باسم " مابينغواري Mapinguari " , والتي تتُرجم تقريباً إلى " الحيوان الصاخب " أو " الوحش كريه الرائحة " , ويُعرف أيضاً باسم " رأس الذئب "منذ زمن طويل أبلغت القبائل المحلية في المنطقة عن هذا المخلوق , والذي يقول معظم من شاهده أنه حيوان نباتي وليلي , ويتغذى على الأشجار بواسطة مخالبه الضخمة , وعلى الرغم من أن مانغبوري معروف جيدا ً بالنسبة لسكان المنطقة , إلا أنه تم الإبلاغ عنه من الغرباء , فإحدى تلك الروايات من عام 1975 , تتحدث عن صياد يُدعى " ماريو بيريرا دي سوزا " والذي كان يقوم بصيد حيوانات البيكاري على ضفاف نهر جاموخيم Jamauchim , عندما عثر على مخلوق أشعث الشعر ذو مخالب منحنية , واقفاً أمامه من تحت الشجرة , وقال أن الوحش له رائحة كريهة جداً , لدرجة أن تلك الرائحه سببت دواراً , وجعلته يمضي مترنحاً طوال اليوم .
وفي آواخر التسعينيات , كان الصياد مانويل فيترينو دوس سانتوس , يبحث عن خنازير البيكاري , عندما إشتمّ هو وفريقه رائحة كريهة حارقة , تخلل ذلك صرخات عالية قادمة من بعض الشجيرات الكثيفة الغير بعيدة عن موقعهم .
زعم دوس سانتوس ,أنه أوقع فريسة الصيد التي كان يحملها من الخوف وركض نحو النهر القريب في حالة من الذعر , وذلك عندما سمع صوتاً آخر أكثر شدة قادماً من الغابة , وقال أنه كان على ما يبدو هناك شيئاً ما يهزّ الشجيرات , ويتبع ذلك المزيد من الصرخات المروّعة التي تصبح أبعد فأبعد , جثم دوس في الماء مرتعداً حتى بلغ الماء صدره , عندما شعر بإقتراب مخلوق ما من الماء , وفي نهاية المطاف إستطاع رؤية ذلك المخلوق مصدر الضجيج الغريب , ووصفه بإنه وحشٌ يبدو كدبّ ضخم له وجه قرد , ومخالب ضخمة مثل تلك التي تميّز حيوان المدرع .
وكانت هناك بعض الجهود في السنوات الأخيرة في محاولة لتعقب هذا المخلوق الغريب المراوغ , فقاد " ديفيد سي أورين " حملة للبحث عن Mapinguari , وديفيد هو عالم طيور وخبير في التنوع الأمازوني في متحف Emilio Goeldi في بيليم .
لم يهتم أورين بتهكم زملائه العلماء , وقاد حملات إستكشافية إلى الأمازون بحثاً عن المخلوق المزعوم منذ عام 1994 , متحدياً هو وفريقه ظروف الغابات القاسية التي لا يمكن إختراقها , المليئة باللسع من الحشرات القارضة , والطفيليات , والأمراض الفتّاكة , والمخاطر الأخرى من أجل تعقّب أصل هذا اللغز .
حصل أورين على ما يقرب من 100 رواية مرعبة إلى حد كبير عن المخلوق من القبائل المحلية أثناء رحلته , كملا نجح في العثور على كتل من الشعر وآثر الأقدام وعينات من لمخلوق المزعوم , والتي لم يثبت حتى لآن علاقتها بالمخلوق بشكل قاطع
كان هناك العديد من النظريات حول ما يمكن أن يفسر حقيقة الـ
Mapinguari الغامض أحدها , أنه مجرد قصة من الفلكلور الأمازوني , فبالفعل
هذا المخلوق موجوداً بشكل كبير في أساطير المنطقة , حيث يعتقد السكان
المحليون , أنه روح الشامان الذي وجد السر المحرم للخلود فعاقبته الآلهة
لاحقاً بقضاء الحياة الأبدية في جسد وحش مخيف ذو رائحة كريهة .
كما أن هناك أوصاف أخرى للمخلوق تُشير إلى بنية أسطورية بحتة , مثل أنه لديه عين واحدة فقط , ووجود فم في وسط بطنه , أو أقدام معكوسة للخلف .
بينما يعتقد البعض أن هذا المخلوق هو حيوان حقيقي , يبدو كحيوان الكسلان الأرضي العملاق Megatherium أو Mylodon
والذي إنقرض منذ حوالي 1000 عام , وقد بلغ إرتفاع تلك الحيوانات الضخمة
حوالي من 10 إلى 20 قدم , وتلك الصفات تتطابق بطرق عديدة مع أوصاف
مابينغواري , بما في ذلك الأجسام الضخمة , والشعر الأحمر , والمخالب
الطويلة المنحنية , وتم تبني تلك النظرية من قبل عالم المخلوقات الخفية
الشهير بيرنارد هيوفيلمانز .كما أن هناك أوصاف أخرى للمخلوق تُشير إلى بنية أسطورية بحتة , مثل أنه لديه عين واحدة فقط , ووجود فم في وسط بطنه , أو أقدام معكوسة للخلف .
2- أشباه البشر ذوي الشعر الغزير
- إذا كان Mapinguari هو شكل من أشكال الرئيسيات المجهولة , فمن المؤكد انه ليس هو الوحيد في براري غابات الأمازون المطيرة , ففد تم الإبلاغ أيضاً عن رؤية مخلوقات شبيهة بذو القدم الكبيرة " بيج فوت " أمريكا الشمالية , في غابات الأمازون , ولعل أشهرها هو الوحش الذي تكلم عنه المستكشف المقدام " بيرسي فاوسيت Percy Fawcett " في بعض تقاريره خلال رحلته المنكوبة إلى أعماق الأمازون بحثاً عن مدينة مفقودة قبل أن يختفي بشكل غامض من على وجه الأرض .
هذه الأنواع من اشباه البشر التي إنتشر صيتها في الامازون تُسمى " الماريكوكسي
" وهو المصطلح المستخدم لوصف العديد من الأنواع الشبيهة بالقرد الغامض
شيبه الإنسان في الأمازون , والذي يمكن أن يختلف طوله من قزم قصير حتى طول
12 قدم , وفقاً لشهود العيان .
وفي واحدة من أكثر الحوادث المرعبة بين سجلاته , هو أن فريقه
قد واجه ثعباناً ضخماً , أكبر بكثير من أي ثعبان آخر معروف , وزعم فوسيت -
الذي أُشتهر بملاحظاته الدقيقة - أن جسم الثعبان بلغ طوله حوالي 19 متراً ,
وأنه أطلق النار عليه , عندما واجهه على ضفة موحلة من نهر ريو أبونا عام
19063- الثعابين العملاقة
- وجاءت في تقارير بيرسي فاوسيت المثيرة , ان حملته شاهدت مخلوقات غامضة مجهولة في الأمازون , فتحدثت التقاريرعن حشرات مثل النمل العملاق القارض , وكلاب الصيد الغريبة ذات الأنف المزدوج , والكائنات المشعرة الشبيهة بالإنسان , وبالطبع الثعابين العملاقة .كما إدعى فاويست في تقاريه أنه سمع من السكان الأصليين في البرازيل عن أفاعي أخرى عملاقة يصل طولها إلى 24 متراً , ولكن لم يقتنع الخبراء بهذا الوصف نظراً لإنهم لم يحصلوا على أية عينة لتلك الأفاعي أبداً , وربما لن نعرف أبداً مدى الحقيقة التي تحملها الحكاية .
- هذا بالطبع ليس التقرير الوحيد عن رؤية الثعابين العملاقة في الأمازون , فقد إدّعت القبائل الأصلية أنه في عمق الغابات تكمن الأفاعي العملاقة التي تصل إلى أطوال لا تُصدق من 37 حتى 50 متراً , ويبلغ عرضها حوالي 6 أقدام ( 1,8 متراً ) , وبالنسبة لهم هناك الأنواع القزمة المعروفة في المنطقة مثل " الأناكوندا الخضراء " والتي يسميها السكان الأصليون بـ ( ياكوماما ) , كما تمت تسميته بأسماء أخرى مثل "سوكوريجو جيغانتي" و "ساكاماما" و "الكامودي" , بالإضافة إلى أنهم يطلقون عليه " الثعبان الذي يحمل الماء معه " , وفي بعض التقارير كانت الـ ياكوماما توصف بأنها تحتوي على قرون بارزة على رؤوسها , ويُقال أنها تصدر صوتاً مدّوياً خلال موسم الأمطار .
هذه القصص عن الثعابين العملاقة مترسخة بشكل جيد في الأساطير المحلية للسكان المحليين , فهناك منحوتات في كهوف المايا القديمة , ولوحات , تصّور الحيات العملاقة أكبر بكثير من أي أفاعٍ معروفة .
ومع ذلك , يبدو أن مشاهدة هذه الثعابين العملاقة من قِبل بعض المستكشفين لهي أكثر من مجرد أسطورة , ففي 22 مايو عام 1922 , كان الكاهن " فيكتور هاينز " يسافر على إمتداد نهر الأمازون المتعرج في منطقة نائية من ولاية بارا البرازيلية عندما لمح هو وأفراد بعثته ثعباناً ضخماً ملفوفاً وينجرف في إتجاه مجرى النهر , وأفاد الكاهن بأن طول الثعبان قد بلغ حوالي 24,5 متراً وربما أكبر .
ولم يكن هذا هو اللقاء الوحيد للأب هاينز مع الثعابين الضخمة , ففي عام 1929 , رأى هو وفريقه أفعى هائلة تسبح عبر النهر بإتجاههم , وكان لها أعينٌ كبيرة للغاية تتلألأ بالضوء اللامع لدرجة أنهم إعتقدوا في أول الأمر أنها أضواء قارب آخر .
جاءت بعض التقارير بعينات فعلية للثعابين الضخمة في الأمازون وليس مشاهدات فقط , فقيل أن أحد تلك المخلوقات قتلت في عام 1948 , وقدرت تلك العينة بطول 35 متراً , ويبدو بأن هذا الثعبان قد جره زورق إلى قرية ماناوس , بالقرب من نهر أبونا , حيث قُتل بنيران البنادق .
وفي الستينيات من القرن الماضي , تم العثور على واحدة من نفس النوع , وتم جرها على طول النهر بواسطة قارب نهري , حتى قتلت بعد ذلك بنيران مدفع رشاش وأُلقيت في النهر , وقد تم ذكر هذا المخلوق الضخم في كتاب The Leviathans لـ تيم دينزديل عام 1966 .
لكثرة تلك التقارير المتعلقة بالأفاعي العملاقة , كانت هناك محاولات عديدة من قِبل المستكشفين لتعقّب مثل هذه الثعابين الغامضة في الأمازون , فقد قضى صياد يُدعى " مايك وارنر " مع شقيقه " غريغ وارنر " الكثير من الوقت في براري الأمازون الوعّرة , وقاموا بتجميع مئات التقارير من شهود العيان للثعابين العملاقة من السكان المحليين , فضلاً عن إلتقاط صور لمناطق يُعتقد أن تلك الثعابين تعيش فيها كبعض الخنادق التي حُفرت بالقرب من الأنهار .
, ويزعم وارنر أنه قام بإلتقاط صورة لأحد الثعابين الضخمة بلغ طوله حوالي 40 متراً وعرضه 6 أقدام .
- قد ترتبط حكايات الثعابين الضخمة في حوض الأمازون بحكايات عن
مخلوقات ضخمة شبيهة بالديدان , لديها جلد أسود ناعم أو قشور , ويسميها
السكان المحليون باسم ـ مينهوكاو .
ويُقال أن هذه المخلوقات يبلغ طولها حوالي من 20 إلى 50 متراً , وهي تعيش في مخابيء رطبة تحت الأرض تحفرها لنفسها .الصورة التي إلتقطها وارنر لثعبان ضخم في الامازون -lisburn.com |
وبالنظر إلى أكبر ثعبان معروف في المنطقة , فإن الأناكوندا الخضراء العملاقة ,يصل طولها فقط إلى حوالي 6,5 متراً , ولكن هناك بعضاً من الحفريات التي تشير إلى وجود تلك الأفاعي العملاقة الأسطورية في السجل الأحفوري , لا سيما أفاعي الـ Titanoboa cerrejonensis التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ , والتي تُشير أحافيرها أنها نمت لأكثر من 13 متراً في الطول , مما يجعلها أكبر ثعابين معروفة على الإطلاق .
فهل يمكن أن تكون واحدة من هذه الوحوش مازالت موجودة حتى يومنا هذا ؟
أم أن تلك الأنواع الهائلة الحجم مجرد إفتراءات ؟
3- العناكب العملاقة التي تجوب غابات الأمازون
لعل الحديث عن الثعابين العملاقة لن يكون أكثر رعباً من تلك المخلوقات التي سنتحدث عنها .. وهي العناكب العملاقة ..وتزعم القبائل المحلية أن هذه العناكب تعيش في شبكات وأنفاق تحت الأرض تمتد حتى أعماق الغابة ولها فتحات , تتسلل منها لتصطاد فرائسها التي قد تشمل البشر أيضاً .
إستمرت تلك الشائعات عن وجود هذه العناكب الضخمة , لذا ذهبت العديد من الرحلات البارزة إلى الغابات المطيرة في محاولة لتوثيق وجودها , وفي عام 2008 , أرسل البرنامج التلفيزيوني MonsterQuest فريقاً بقيادة خبير عناكب الرتيلاء " ريك سي ويست " جنباً إلى جنب مع دليل الأمازون الخبير " خوان كارلوس راميريز " , وذلك في البرية البعيدة لفنزويلا , بالقرب من الحدود الكولومبية على طول نهر أورينوكو , إلى منطقة كثيفة , حيث حدثت المشاهدات لتلك العناكب العملاقة .
وفور وصول الفريق إلى قرية " سان رافائيل دي مانورا " البعيدة , كان الفريق بالفعل قد سمع العديد من الحكايات المرعبة عن العناكب الوحشية , حيث شرح لهم أحد القرويين كيف أنه رأى عنكبوتاً بحجم رجلٌ بالغ , وقد دخل إلى القرية في إحدى الليالي وسحب كلباً إلى الغابة ليتغذى عليه , وعلى الرغم من أن الخبير " ويست " كان متشككاً من هذا الكلام , إلا أن الدليل " راميريز " كان واثقاً من كلام الرجل , حيث أن السكان المحليين كانوا يعرفون الحياة البرية للمنطقة بشكل جيد بما يكفي لمعرفة إذا كان هذا المخلوق عنكبوتاً أم شيئاً آخر .
إندفع الفريق بعد ذلك إلى قرية " بانداري " حيث سمعوا أيضاً قصصاً عن عنكبوت عملاق كان قد إقتحم القرية وإفترس طفلاً قروياً .
كان القرويون في هذه المنطقة خائفين للغاية من العناكب الوحشية , حتى أنهم قد صمموا أكواخهم بحيث يكون لديها سقفاً سميكاً من القش الكثيف , من أجل توفير الحماية من تلك المخلوقات العملاقة المتجولة .
ما سمعه أعضاء الفريق قد أثار فضولهم بالطبع , فذهبوا إلى البحث في الغابة المحيطة عن أي علامة تدل على وجود تلك المخلوقات ,ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى عثروا على مخبأ لعنكبوت كبير , وعندما وضعوا كاميرا لرؤية ما هو موجود هناك , كشفت الكاميرا عن عنكبوت رتيلاء tarantula ضخمة للغاية , وعند معاينتها وُجد أنها واحدة من أكبر عناكب الرتيلاء على الإطلاق , وتم حفظ العينة للدراسة , على الرغم من أنها لم تقدم أي دليل على حكايات القرويين , حيث أن الفريق لم يتمكن من العثور على أية عناكب من الأحجام الهائلة التي تحدث عنها السكان المحليين والتي يقال أنها تصطاد الكلاب والناس .
في نهاية المطاف , وبعد ثلاثة أيام من التوغل في عمق الغابات الموحشة , كان الفريق غير قادر على إيجاد أي دليل على وجود العناكب العملاقة المُبلغ عنها , وتبع ذلك رحلة أخرى عام 2011 , قادها هذه المرة المصور السينيمائي البريطاني " ريتشارد تيري " تبعاً برنامج Man v Monster , لكن هذا الفريق لم يجد أيضاً دليلاً على العناكب الكبيرة الأسطورية .
على الرغم من أن فكرة وجود مثل هذه العناكب العملاقة فكرة صعبة التصديق , إلا أن هناك أنواع من العناكب على الرغم من كون حجمها ليس بحكم كلب , ألا أنه كبيرة بشكل غريب , فقبل بضع سنوات , قام عالم الحشرات " بيوتر نسكريكي " - من متحف علم الحيوان المقارن في جامعة هارفارد - بنشر خبر عثوره على عنكبوتاً ضخماً بحجم " جرو " , وذلك أثناء دراسته للحشرات في الغابات المطيرة في غايانا , وكان هذا العنكبوت من عائلة الرتيلاء , وسُمي بـ العنكبوت آكل الطيور , ووصل طوله إلى 0,3 متراً , ووزنه إلى 170 جراماً , وكان كبير جداً لدرجة أن نيكسكري , كان يعتقد في البداية أنه فئراً أو حيوان الأبسوم .
سُمي هذا النوع من العناكب بـ آكل الطيور , نسبة إلى عادة أكله للطيور وهو أمر نادر الحدوث في الواقع , فهو لا يأكل الطيور كثيراً , ولكنها بالفعل شيئاً غريباً .
هذه العناكب كبيرة جداً لدرجة أنها تصدر صوتاً عند المشي , والذي وصفه نيكسكري بإنه كـ صوت " حوافر الخيل " , وهم يأكلون أي شيء تقريباً يمكنهم رؤيته أسفل أرجلهم , بما في ذلك المفصليات الأخرى , والفقاريات كالسّحالي والضفادع والقوارض , ولكن عندما تكون العناكب في موضع خوف أو تهديد من حيوان ما فإنها تُخرج من جسمها شعيرات صغيرة لاسعة , تخترق جلد الحيوان , ويمكنها أن تكون قاتلة للحيوانات الصغيرة مثل القوارض , حيث تسبب حكة حارقة ومزعجة للحيوانات الكبيرة والبشر .
بما أن تلك العناكب كبيرة جداً بالتأكيد عن أي أنواع أخرى , فهل هناك أكبر منها , بحيث تُعتبر هذه العناكب قزمة , هذا الأمر يبقى لغزاً أيضاً ... ولكن تلك القصص لا تزال تُحكى بين السكان المحليين .
5- الديناصورات العملاقة التي تسكن أعماق أنهار الأمازون
إضافة إلى الوحوش السابقة .. هناك حكايات آخرى لك الحق في عدم تصديقها بالطبع .. لإنها قد تكون ضرباً من الخيال , ولكن وردت تقارير كثيرة بالفعل عن وجود مخلوقات زاحفة كبيرة يُقال أنها تشبه ديناصورت صوروبودا , وأنها تعيش في أكثر المناطق عزلةً في غابات الأمازون , وعلى غرار التقارير التي تفيد برؤية وحش لوخ نيس في أسكتلندا , فإن بعضاً من تلك التقارير عن ديناصورات الأمازون جاءت من قِبل بعض المستكشفين مثل المستكشف " ليونارد كلارك " الذي كان في رحلة إستكشافية عبر نهري بيرني في البيرو , وقابل السكان الأصليين الذين أخبروه عن مخلوق كبير يشبه الديناصور , يعيش في الأدغال البعيدة , وعن طريق وصف المخلوق من قبل السكان المحليين والصور التوضيحية التي رسموها له , إستطاع ليونارد أن يستنتج أن هذا المخلوق قريب الشبه جداً من الـ ديبلودوكس و هو ديناصور ضخم آكل النباتات ينتمي الي الصوربوديات وعاش في العصر الجوراسي في أمريكا الشمالية منذ حوالي 150 مليون سنة.وفي عام 1995 , إدعى بعض طلاب الجيولوجيا في جبال سينوركا في شرق البرازيل , حيث كانوا يدرسون رواسب الكوارتز , أنهم شاهدوا حيوانين شبيهين بالديناصور , حيث وصفوا المخلوقان بأن طول الواحد منهما يصل إلى 30 قدماً , وذيله يبلغ طوله حوالي 8 أقدام , ورقبة طولها 6 أقدام , يعلوها رأس صغير , مع جسم ضخم , وكانت تلك الكائنات تسبح في نهر باراجواكا , في منطقة نائية لا يزورها عادًة أحداً من الخارج .
ربما تتعلق مشاهدات الديناصورات الغامضة بروايات عن مخلوقات تعيش بالممرات المائية في الأمازون وتُعرف باسم " هولاديرا " عند السكان الأصليين , ويُقال أنها وحش يسكن بالماء ويشبه إلى حد كبير وحش " لوخ نيس " الشهير في أسكتلندا .
" جيرمي ويد Jeremy Wade " من البرنامج التلفزيوني " River Monsters "
قد شاهد بنفسه هذا المخلوق الأكثر شهرة , ولم يره مره واحدة فقط , ولكنه
رآه مرتين , حيث رآه لأول مرة عام 1993 على بعد 100 قدم من قاربه بينما كان
يبحث في الأمازون عن الدلافين النهرية المراوغة , وتمكن " ويد " من تصوير
المخلوق , وعلى الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أن الصورة لدلفين نهري ,
إلا أن لا أحد إستطاع تفسير الزعنفة الغريبة على ظهر المخلوق . " إنظر
للصورة " .
ذهب " ويد " إلى تلك المنطقة بحثاً عن المزيد من الأدلة على المخلوق , وخلال هذه الفترة , جمع العديد من الروايات من السكان المحليين الذي رأوا المخلوق وأطلقوا عليه اسم " هولاديرا " , والتي تعني " المناشير " .
في هذه الرحلة حصل " ويد " على لمحة أخرى للمخلوق , وهذه المرة
قد رأى رأسه والذي يبدو كرأس دولفين نهري , ولكنه إختلف عنه في أنه يمتلك
زعنفة ظهرية خشنة ومتعرجة , والتي كانت بمثابة المفاجئة لـ " ويد " , والذي
هو على دراية تماما بما تبدو عليه الدلافين النهرية الوردية .ذهب " ويد " إلى تلك المنطقة بحثاً عن المزيد من الأدلة على المخلوق , وخلال هذه الفترة , جمع العديد من الروايات من السكان المحليين الذي رأوا المخلوق وأطلقوا عليه اسم " هولاديرا " , والتي تعني " المناشير " .
إحدى النظريات تعتقد أن هذا المخلوق هو دولفين نهريّ لديه عيب خلقي أو جينيّ أو طفرة , أو ربما يكون نوعاً جديداً تماماً من الدلافين النهرية الغير معروفة حالياً في علم الأحياء .
غابات الأمازون حقاً هي عجيبة من عجائب كوكبنا , هذا التشابك الهائل من الغابات المطيرة يحمل عجائب طبيعية فريدة لا يمكن إستبدالُها , وتؤوي كذلك بعضاً من الأنواع والشعوب الأكثر تنوعاً والأقل شيوعاً في العالم , ومهما رأينا حولنا , فإن غابات الأمازون قد يكون بداخل كل شجرة فيها أسرارٌ عميقة لا نفهمها تماماً , هناك في هذه الغابات .. دائماً ما تلوح لنا الألغاز التي تجرّنا إلى الخوض في تلك المناطق المحفوفة بالمخاطر لإكتشاف المزيد , فلا شك أن هناك أُناس يفعلون ذلك , ولكن كما هو الحال دائماً .. لا نعرف ما إذا كانوا سيجدون الإجابات التي يبحثون عنها أو أن تلك الإجابات ستبقى مخبأة داخل الأدغال , بحيث لا يمكن إختراقها .. بحيث لا يمكن رؤيتها أبداً .
إرسال تعليق