
أُعتبرت آدا أوجستا بايرون المعروفة بـ آدا لوفلايس Ada Lovelace أول مبرمجة كمبيوتر
في العالم , فما فعلته هو كتابة أول خوارزمية آلة في العالم , وذلك في
اربيعنيات القرن التاسع عشر , فقد كانت لوفليس عالمة رياضيات رائعة , في
الوقت الذي حُرمت فيه النساء في انجلترا من أن يصلن إإلى تلك المكانة
العلمية .
ابنه الشاعر الشهير اللورد بايرون
- على الرغم من أن " آدا " كانت الابنة الوحيدة للشاعر الإنجليزي اللورد " جورج غوردون بايرون " , إلا أنه لم يكن أباً مثالياً , فلم يكن مرحباً بقدومها إلى عالمه , وكأنها عقاب إلهي له .
وبعد فترة وجيزة .. غادر اللورد بايرون انجلترا ولم ير ابنته مرة أخرى , حيث توفي عندما كانت " آدا لوفلايس " في الثامنة من عمرها .
بعيداً عن خطى والدها اللورد بايرون
- كانت السيدة " بايرون " التي درست العلوم والأدب والفلسفة عازمة على إبعاد " آدا لوفلايس"
عن خطى والدها , ومصممة على إتباع ابنتها لمسار دراسي صارم يعمل على ترسيخ
المنطق والعقل لتجنب ابنتها اتباع المثل الرومانسية والطبيعة المتقلبة مثل
أبيها , فمنذ سن الرابعة , عملت السيدة " بايرون " على تعليم " لوفلايس "
الرياضيات والعلوم , وهذا النوع من الدراسة لم يكن عادياً بالنسبة لإمرأة
في انجلترا في القرن التاسع عشر , وتفوقت " آدا " في جميع دراستها وكانت
اهتماماتها واسعة النطاق .
آدا لوفليس تتلمذت على يد تشارلز بابيج " المخترع الأول للحاسوب
- في عامها الـ 17 إلتقت " آدا بايرون بأستاذ الرياضيات والمخترع " تشارلز باباج " في جامعة كامبريدج , وشهدت عمله على النموذج الأول لإختراعه وكان عبارة عن حاسب آلي قابل للبرمجة وأسماه " مكنة الفروق Difference Engine "
, وتُعتبر أول حاسب آلي في العالم , وعلى الرغم من انه لم ينجز كل المشروع
بسبب ضعف التمويل إلا أنه إنتقل إلى إختراع النموذج الثاني وهو " الآلة التحليلية "
والتي شابهت الحاسب الآلي الحديث من حيث الإستخدام وكانت أقل تعقيداً
وأصغر حجماً , ولكن هذا الإختراع أيضا لم يرى النوربسبب وقف التمويل , ولكن
على الرغم من ذلك أُعتبر " بابيج " أول من إخترع الحاسوب الميكانيكي ,
ولقبه البعض بـ " والد الكمبيوتر " .
كل هذا قد عاصرته "آدا بايرون ", فقد أُعجب بايبج بالشابة اللامعة , وكانا يتناقشان المسائل العلمية باستمرار مثل مسائل الرياضيات والحوسبة أثناء تطوير المحرك التحليلي .
وفي أثناء إلقاء" بابيج " لمحاضرة عن المحرك في جامع تورينو , تم تكليف لوفلايس بترجمة النسخة المكتوبة بالفرنسية للمحاضرة إلى اللغة الإنجليزية , أثناء ذلك أضافت لوفلايس ملاحظتها
الخاصة بالمحاضرة والتي قُدرت بثلاثة أضعاف طول الورقة الأصلية , وتضمنت
ما يُعرف بالخوارزمية الأولى من نوعها والتي تُعالج بواسطة الآلة التحليلية
, وبفضل ذلك تم إعتبارها أول مبرمجة حاسوب في العالم , حيث إقترحت من خلال
الملاحظات إدخال البيانات التي من شأنها أن تعمل على برمجة الآلة وتم نشر
تلك الملاحظات في مجلة إنجليزية في عام 1843 بتوقيع أحرف اسمها الأولى فقط " AAL " .
- وتوقعت آدا لوفلايس من خلال ملاحظتها إمكانية أن يقوم الحاسب بوظائف متعددة الأغراض كالحواسيب الحديثة , على الرغم من أن بابيج كان يعتقد أن عمل أجهزته كان محصوراً فقط في الحسابات العددية , إلا أن لوفلايس تأملت
في أن أي محتوى بما في ذلك الموسيقى والنصوص والصور والأصوات يمكن ترجمته
إلى شكل رقمي ويمكن التحكم فيه من قبل الماكينة التحليلية .
الكونتيسة لوفلاس
بالنسبة لحياتها الشخصية , فقد أصبحت " آدا لوفلاس " بارونة عندما تزوجت " ويليام كينج " وقد رزقا بثلاثة أطفال , وفي عام 1838 , أصبحت لوفلاس كونتيسة عندما تم رفع زوجها من بارون إلى إيرل .
توفيت لوفليس بسبب سرطان الرحم في 27 نوفمبر عام 1852 , عندما كانت في السادسة والثلاثين فقط .
وعلى الرغم من أن لوفليس لم ترى
والدها ولم تعرفه إلا أنها كانت مفتتنة بقصائده وأعماله طيلة حياتها , وبعد
وفاتها دُفنت بناءاً على طلبها في مدافن عائلة بايرون داخل كنيسة القديسة
مريم ماجدلين في مينة هكنول الإنجليزية الصغيرة , وتم وضع تابوتها جنباً
إلى جنب مع والدها الذي توفى أيضاً عن عمر يناهز 36 عاماً .
كان من الممكن أن يكون نسبها وأصولها
النبيلة كافياً لجعل اسمها في كتب التاريخ , ولكن انجازات" آدا أوجستا"
في الرياضيات جعلتها رائدة ليس في مجال الحوسبة فقط , بل مثالاً يُحتذى به
للنساء في مجال العلوم .
إرسال تعليق