10 أسرار اكتشفتها الأقمار الصناعية في الصحراء الكبري
- على
مدى الزمن , ابتلعت رمال الصحراء الكبرى المراوغة بشر وحيوانات ومدن
بأكملها , كوحش عملاق جائع , إنها أكبر صحراء حارة في العالم , وأولئك
الذين فُقدوا في سهولها الرملية التي لا نهاية لها , غالباً لم تتم رؤيتهم
مرة أخرى , وفي العالم القديم , كان من المعروف أن جيوش بأكملها قد تعبر من
خلالها ولا يبقى لها أثر !
ولكن الآن فقط , ومع
التكنولوجيا الحديثة , بدأنا في اختراق معظم أسرار الصحراء , ولكن مازال
هناك عدد غير قليل منها مازال قابعاً هناك بين رمال تلك الأرض الصفراء
الفسيحة .
وإليكم 10 اكتشافات مدهشة كانت مختبئة منا لآلاف السنين في الصحراء الكبرى...
1- القلاع الضائعة
Photo credit: Google |
- لقد سمحت الأقمار الصناعية
للمستكشفين بالنظر إلى ما تحت أكثر الغابات غزارة , واختراق قلب أكثر
الصحارى ضراوة - كل ذلك تم دون عناء مغادرة الكرسيّ حتى .
وفي عام 2010 , اكتشفت الأقمار الصناعية بقايا اكثر من 100 قلعة تابعة لشعب جارامانتيس Garamantes في ليبيا .
تم تخطط المنطقة جيداً من قبل شركات
صناعة النفط بحثاً عن أماكن لحفرها , لذا كان من السهل على العلماء مسح صور
الأقمار الصناعية الخاصة بتلك الشركات للبحث عن أية علامات تفيد بوجود
بقايا مدن مدفونة تحت سطح الصحراء .
في وقت لاحق , تمكن الباحثون من التأكد
من أن تلك البنايات والجدران التي تم العثور عليها بالأقمار الصناعية
شُيدت بالفعل في تلك المنطقة من قِبل شعب الجارامانتيس , ولكن للأسف توقفت
حملات البحث في المنطقة بعد قيام ثورة ليبيا التي أطاحت بالعقيد معمّر
القذافي .
بالعودة إلى شعب الجارامانتيس , فإن
الوقت الذي ازدهر فيه هذا الشعب كان في حوالي القرن الثاني قبل الميلاد إلى
القرن السابع الميلادي , وكانت المنطقة التي عاشوا فيها قاحلة بشكل لا
يُصدق , ومن أجل زراعة اراضيهم , قاموا ببناء قنوات تمر من تحت الأرض وتوفر
المياه من الخزانات القديمة , ولكن عندما نضبت مصادر المياه تلك تحت الأرض
, ذبلت الحقول , وغطت رمال الصحراء بقايا القلاع والقرى التي هجرها سكانها
.
2- النيازك وفوهات البراكين
Photo credit: Telespazio |
- لطالما قُصفت الأرض بالصخور والنيازك
القادمة من الفضاء الخارجي , وبينما يحترق معظمها بشكل غير ضار في الجو ,
ولا تترك سوى سلسلة من الضوء عبر السماء , فإن البعض الآخر يصل الأرض ويكون
له آثار مدمرة , ولأن معظمها قد حدث في الماضي البعيد ,فإنه غالباً لا
يمكننا رؤية آثار تلك الضربات النيزكية , فالتأثيرات التي خلقتها قد اختفى
معظمها بسبب عوامل التعرية او تغيرات جغرافية الكوكب , ومع ذلك , فلا يزال
من الممكن رؤية بعضاً من تلك الندوب التي خلفتها النيازك والصخور الفضائية في الصحراء , ففوهة Kamil Crater التي تبلغ عرضها 45 متراً ( 148 قدماً ) في جنوب غرب مصر , تُشير بوضوح
إلى المكان الذي ضرب فيه نيزك حديدي المكان منذ حوالي 5000 عام .
إقرأ أيضاً / حفرة سيبيريا الغامضة
وليس فقط الحفر التي تركتها النيازك هي
التي يمكن العثور عليها , ولكن حول الحفرة نفسها تم اكتشاف شظايا النيزك
نفسه حيث تحطم وانتثر عبر الرمال .
لم يكن هذا الاكتشاف اكتشافاً وحيدا , بل تم العثور على ما يقرب من بقايا خمس نيازك ضربت الصحراء الكبرى فيما مضى .
3- زجاج الصحراء الليبية
- حتى عندما تختفي آثار وبقايا النيازك
وكذلك الحفر الناتجة عنها , يمكن أن تبقى آثار الاصطدامات الكونية الأخرى ,
فمنذ حوالي 29 مليون عام , ضرب نيزك الأض مخلفاً ما يكفي من الطاقة
الحرارية لإذابة منطقة شاسعة من الصحراء الليبية وتحويل الرمال إلى صفائح
من الزجاج الأخضر الرقيق , وفي حين لم يتم العثور على الحفرة التي خلفها
هذا الاصطدام , لا يزال هناك الكثير من الزجاج الصحراوي هناك - وفي بعض
المناطق الغير متوقعة .
فندما افتتح هوارد كارتر قبر توت عنخ آمون
, اكتشف بين الكنوز صفيحة مرصعة بالجواهر ( يُشار إليها باسم الصدرية )
وهي تخص الملك توت عنخ آمون , وفي وسط الصدرية توجد خنفساء الجعران المقدسة
المنحوتة من الزجاج الأخضر , ربما لم يكن لدى المصريين القدماء أي فكرة عن
أصل الزجاج الذي استخدموه , ولكن من المثير للاهتمام أن هناك قطعة أثرية
أخرى مصنوعة من مادة لم تكن على كوكبنا - وهو واحداً من الخناجر في المقبرة
التي تم صنعها من الحديد الذي جاء من نيزك !
4- صخور نابتا بلايا
- أينما وجدت المياه في الصحراء , سنجد أن الحياة قد تشبثت بها , فعندما كان الناس يعيشون بالقرب من نابتا بلايا Nabta Playa
الواقعة في جنوب مصر منذ 9000 إلى 6000 عام , كانت تلك المنطقة عُرضة
للفيضانات السنوية , والتي خلفت وراءها بحيرة , حيث وفدت إليها القبائل من
العصر الحجري الحديث لإطعام حيواناتهم وسقيها.
هؤلاء الناس لم ينجوا هناك فحسب بفضل
وجود البحيرة , ولكنهم أيضاً استخدموا المكان في ممارسة ثقافة التضحية , إذ
تم العثور على الأبقار والأغنام والماعز , جميعاً مدفونة هناك وفقاً لطقوس
معينة .
ومنذ حوالي 6000 عام , أقام سكان نابتا
بلايا كتلاً حجرية كبيرة مصطفة في شكل دائرة مع ألواح صخرية من الخارج ,
وقد قيل أن هذه الدائرة الحجرية التي سبقت ستونهنج بحوالي 1000 عام , هي
أقدم بنية معروفة تصطف مع نظام فلكي , ولا يزال هناك جدال حول ما تُشير
إليه الدائرة بالضبط , ولكن أحد الباحثين يعتقد ان تلك الدائري تصطف مع
موقع حزام كوكبة الجوزاء , كما كانت تبدو من السماء قبل 6000 سنة .
5- النهر الضائع
- الصحراء الكبرى في الزمن السحيق لم
تكن كما نعرفها من مناخ حار وأرض قاحلة طوال العام , فعلى مدى ملايين
السنين تغير مناخ المنطقة , ومثلما أمكن للعلماء البحث عن أدلة قديم تدعم
وجود الماء على سطح المريخ , فقد حولوا انتباههم أيضاً إلى تاريخ الصحراء
الكبرى , فقد كشفت الأبحاث عن أحد الأنهار الهائلة الذي كان يجري قديما في
الصحراء الكبرى .
يعتقد العلماء أن نهراً يُدعى ( تمنراست
) كان يتدفق عبر غرب إفريقيا منذ 5000 عام مضى , ويُعتقد أن حوض نهر
تمنراست كان في حجم حوض نهر الجانج براهمابوترا الحالي في آسيا .
وقد لوحظت بقايا النهر في موريتانيا
عندما تم اكتشاف اخدود تحت البحر قبالة الساحل وقد نحتته مياه النهر القديم
, كما ظهرت رسوبيات النهر في أماكن غير متوقعة , وقد تم التأكيد النهائي
على وجود نهر مفقود بواسطة القمر الصناعي , وتواصل الأبحاث اكتشاف المزيد
عن تلك المياه التي جفت قبل 5000 عام فقط .
6- الحيتان
- ليست الأنهار وحدها هي ما اختفت تحت
رمال الصحراء الكبرى , ولكن على مر الزمن الجيولوجي , ما كان يوماً ما
محيطاً كبيراً , أصبح اليوم من أكثر الأماكن جفافاً على الأرض .
وفي وادي الحيتان في مصر حيث عاشت
حيتان الماضي السحيق , أمكن العثور على أحافير أسلاف الحيتان الحدثية التي
عاشت قبل 37 مليون سنة , حيث غطت الرواسب أجسادها بعد موتها , وعندما
ارتفعت القشرة الأرضية , تحول المكان من بحر إلى يابسة , وبقيت الهياكل
العظمية للحيتان مدفونة هناك في رمال الصحراء , وقد بلغ طول تلك الهياكل
حوالي 15 متراً ( 50 قدماً ) , وبجانب عظام الحيتان تم العثور على هياكل
عظمية لكائنات أخرى شاركتها البحر , فقد تم العثور على أسنان أسماك القرش
الكبيرة والمفترسة .
7- ماكيموصور - Machimosaurus rex
- لطالما كانت البحار موطناً للوحوش ,
ومنذ حوالي 120 مليون عام , كانت الصحراء الكبرى موطناً لتمساح يُعرف بـ
المكيموسوروس , والذي بلغ طوله حوالي 9 أمتار , وهو أكبر تمساح محيطي معروف
حتى الآن , ويعتقد العلماء أن المنطقة التي عاش فيها هذا التمساح ربما
كانت بحيرة شاسعة امتدت إلى بحر التيثس وهو البحر القديم الذي كان يفصل بين
القارات خلال العصور المختلفة من عمر الأرض، وهو غير ثابت الموقع إذ أن
موقعه كان يتغير تبعاً لحركة القارات .
استخدم هذا النوع من التماسيح رأسه الضخم , وقوة عضته المذهلة , وأسنانه الوحشية القصيرة لكسر أصداف السلاحف البحرية وصيد الأسماك .
8- السبينوصور - Spinosaurus
- واستمراراً لسلسلة الاكتشافات
البحرية في منطقة الصحراء الكبرى , تم العثور على حفريات أكبر ديناصور آكل
للحوم تم اكتشافه على الإطلاق , كان يعيش منذ 95 مليون عام مضى في تلك
المنطقة , والسبينوصور كان ديناصوراً برمائياً عاش بالقرب من المسطحات
المائية التي كانت تغمر الصحراء الكبرى منذ أزمان بعيدة .
بلغ طول الـ Spinosaurus المعروف باسم ( Spinosaurus aegyptiacus )
حوالي 7 أمتار , وامتد جسمه لطول 16 متراً , متجاوزاً بذلك ديناصور تي
ريكس الشهير , وكان لديه شراعاً ضخماً ممتداً على ظهره كان يستخدمه اثناء
السباحة كما يستخدم القرش الحديث زعنفته الظهرية , كما كان يمتلك أقداماً
مسطحة طويلة يستخدمها للتجديف في الماء , بالإضافة إلى خياشيم موجودة أعلى
أنفه للسماح له بالتنفس تحت الماء .
9- الطائرة المنكوبة والطيار المفقود من الحرب العالمية الثانية
- في 28 ينيو 1942 كان الرقيب " دنيس
كوبينغ " يقود طائرة من طراز P-40 Kittyhawk بها تلف , لإصلاحها في قاعدة
بريطانية في الصحراء الكبرى , وفي مكان ما اختفت الطائرة وطيارها الشاب .
في العام 2012 تم اكتشاف بقايا الطائرة
عندما عثر عليها عامل نفط في المنطقة , وكانت الطائرة سليمة تقريباً ,
ولكن لم يتم العثور عل أية آثار لرفات الطيار الشاب , فكان مصيره عبارة عن
لغز آخر بين رمال الصحراء .
تم نقل الطائرة فيما بعد إلى متحف
العلمين وتم ترميمها , ولكن رأى البعض أن الطائرة كان يجب أن تبقى في
مكانها لتكون بمثابة تذكار لطيارها الشاب الذي لم يعرف أحد مصيره .
10 - مقبرة جماعية في النيجر
Photo credit: cosmolearning |
- عند البحث عن عظام الديناصورات في الصحراء الكبرى وتحديداً في منطقة Gobero في النيجر تم العثور على مقبرة بشرية في الصحراء.
تلك المنطقة Gobero كانت مأهولة
بالبشر منذ حوالي 10,000 عاماً , ويبدو أنها كانت في يوماً ما بيئة خضراء
وخصبة , حيث تم العثور على بقايا تماسيح وأسماك وغيرها من الحيوانات بين
رفات البشر .
كشفت أعمال التنقيب التي دامت لعامين عن حوالي 200 مدفن بشري يعودوا إلى فترتين منفصلتين بينهما ما يزيد عن 1000 عام .
تعود تلك المقابر البشرية لشعبي
الكيفيان و التينيريون , الذين تركوا أشيائهم الثمينة بجوار رفاتهم , فقد
تم اكتشاف العديد من المجوهرات ورؤوس السهام إلى جانب القواقع التي كانوا
يستخدمونها للصيد من المياه القريبة .
العديد من المدافن كانت غير عادية ولافتة للنظر , فقد تم دفن رجل مع رأسه في وعاء , بينما تم دفن آخر على صدفة سلحفاة .
وربما لن نعرف بالضبط كيف عاش هؤلاء الناس وكيف ماتوا ! فالصحراء لن تتخلى عن كل أسرارها أبدأً .
هوامش :
- الصحراء الكبرى تضم عشرة دول هي: مصر والسودان وليبيا وتونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وتشاد ومالي والنيجر ويشق هذه الصحراء أطول انهار العالم (النيل) بروافده وهي (فرع دمياط - فرع رشيد - النيل الأبيض - النيل الأزرق - عطبرة -السوباط) وكذلك نهر السنغال.
إرسال تعليق