-->

قصة وحكمة: الديك والكلب والثعلب

يُحْكَى أنَّ دِيْكَاً صَحِبَ كَلْبَاً يَوْمَاً مَا، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ عِنْدَ شَجَرَةٍ؛ صَعَدَ الدِّيْكُ لِيَبِيْتَ فِي أَعْلَاهَا، وَبَاتَ الكَلْبُ عِنْدَ جِذْعِهَا..
فَلَمَّا كَانَ الفَجْرُ صَفَّقَ الدِّيْكُ بِجَنَاحَيْهِ كَعَادَتِهِ وَصَاحَ، فَسَمِعَهُ ثَعْلَب..
فَأَقْبَلَ سَرِيْعَاً فَرَأَى الدِّيْكَ فَوْقَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ يَهْذِي بِرُقْيَةِ العَقْرَب..

أَنْ انْزِلْ لُنُصَلِّيَ جَمَاعَةً، وَهُوُ إلى السِّحْرِ أَقْرَب..
قَالَ الدِّيْكُ: نَعَم؛ وإلى أَنْ أَنْزِل نَبِّه الإِمَامَ؛ هَا هُوَ ذَا خَلْفَ جِذْعِ الشَّجَرَة.
فَنَظَرَ الثَّعْلَبُ؛ فِإذَا كَلْبٌ كَاسِر..
فَوَلَّى كَأَمْسِ الدَّابِر..
أَجْبَنَ مِنْ صَابِر..
وَأَوْثَبَ مِنْ طَامِر بِن طَامِر...
فَقَالَ الدِّيْكُ: ارْجِعْ لا يَفُوْتَنَّكَ أَجْرُ الصَّلاةِ فِيْ جَمَاعَة! قَالَ: لَقَدْ انْتَقَضَ وُضُوئِي، وَسَأَذْهَبُ لأَتَوَضَّأَ..
وَعَادَ مِنْ حَيْثُ بَدَا... فَقَهْقَهَ الدِّيْكُ وَحَدَا:
تَعْدُوْا الثَّعَالِبُ عَلَى مَنْ لَا كِلَابَ لَهُ    وَتَـتَّــقِي صَوْلَـةَ المُـسْـتَـأْسِــدِ الضَّارِي