-->

مسطحات الملح في بوليفيا : أكبر مرآة على وجه الارض

- لا تعد جبال الإنديز أطول سلسلة جبال في العالم فحسب , ولكنها أيضاً موطناً لعشرات الميزات الرائعة الأخرى بما في ذلك , الصحراء الأكثر جفافاً في العالم , والغابات السحابية , وأكثر سطح مستوٍ على وجه الأرض , حيث يتميز هذا السطح المسطح بمساحة كبيرة من الملح الذي يصدر عنه إضاءه خفيفة غريبة خاصة في الليل , ويُسمى هذا المكان باسم Salar de Uyuni .
يقع Salar de Uyuni في مقاطعة Daniel Compos في بوليفيا بالقرب من قمة جبال الأنديز , وهو أكبر حوض ملحي مسطح في العالم , يمتد على مساحة 4086 ميل مربع , وهذا السطح هو عبارة عن مساحة كبيرة من الأراضي التي يغطيها الملح على ارتفاع حوالي 11995 قدم فوق مستوى سطح البحر , وتُعرف أيضاً باسم ( أكبر مرآة في العالم ) بسب طبقة المياه التي تتشكل على السطح خاصة بعد سقوط الأمطار , مما يضفي مظهراً شبيهاً بالمرآة .

كيف نشأت  Salar de Uyuni ؟

نتج هذا السطح الملحي نتيجة للتغيرات التي تعرضت لها بحيرات ما قبل التاريخ , فذلك السطح هو جزء من هضبة ألتيبلانو في بوليفيا والتي نتجت عن ظهور جبال الأنديز .
تشمل المنطقة المياه المالحة وبحيرات المياه العذبة والعديد من الأحواض الملحية , وليس لتلك المياه منفذ للصرف نتيجة وجود الجبال المحيطة .
من 30000 -42000 سنة كانت المنطقة مغطاه ببحيرة كبيرة تعود إلى ماقبل التاريخ وتعرف باسم بحيرة مينشين ,  وأصبحت تلك البحيرة معروفة في وقت لاحق باسم بحيرة Tauca بعمق يصل إلى 460 قدم.
بينما كانت بحيرة Coipasa أصغر بحيرة في فترة ما قبل التاريخ , ولكنها جفت وتركت في مكانها بحيرتين هما أورو أورو - وبوبو كما تركت وراءها اثنين من  الأراضي الصحراوية الملحية الكبيرة هما Salar de Uyuni و Salar de Coipasa , حيث يُغطى سطح تلك الأرض الصحراوية بقشرة سميكة ومسطحة نسبيا ًمن الملح  مع تفاوت متوسط في الأرتفاع قد يبلغ 3 أقدام فقط , بينما يتواجد أسفل تلك القشرة محلول ملحي غني بالليثيوم , وهو يمثل حوالي من 50 - 70% من احتياطي الليثيوم في العالم .
تقع بحيرة بوبو على مقربة من بحيرة تيتيكاكا التي تفيض خلال موسم الأمطار لتملأ الأراضي الصحراوية الملحية  Uyuni و Salar de Coipasa .
وخلال موسم الأمطار تغمر مياه المطر والمياه القادمة من بحيرة بوبو القريبة منطقة  Salar de Uyuni  , ليتشكل حقل من الملح المغمور بالمياه , ويصنع مرآه عاكسة عملاقة يبلغ طولها حوالي 80 ميلاً , وتعكس تلك المرآه الكبيرة الغيوم والسماء وأي شيء من حولها , مما يخلق مشهداً خلّاباً , وغالباً ما يتدفق السياح إلى هذا الموقع ليشاهدوا هذه الأعجوبة ويلتقطقوا هناك الصور .
كما يتم استخدام مسطحات الملح لمعايرة أجهزة قياس المسافة بالأقمار الصناعية لأنها كبيرة ومستقرة ولديها انعكاس قوي .