-->

10 حقائق علمية لم يصدق العلماء والناس أنها حقيقية


- قديما .. آمن الناس ببعض الأشياء المضحكة ؛ فإذا عدنا في الماضي بضعة قرون ، سنجد أن هناك من اعتقد بأن السائل المنوي يحتوي على بشر صغار !
ليس هذا فقط ، ولكن كان هناك اعتقاداً سائداً قديماً بإن الفئران تولد تلقائياً من الطين !
ولكن الأمر الذي يدعو للسخرية بالفعل وسط كل هذا الجنون ، هو عدم إيمان معظم الناس في تلك العصور بالحقائق العلمية التي لا تقبل شك الآن ؛ فمن بين تلك الأوقات الأكثر جنوناً في التاريخ ينبثق أحياناً عالمٌ عبقريٌ، ويُشير إلى حقيقة علمية ، وبالطبع يقابله الناس والسلطات الحاكمة بالاستهزاء وينعتونه تارة بالساحر وتارة بالمجنون , وغالباً ما يكون عقاب العالم هو الإعدام خلال العصور الوسطى ، فها هو العالم المعروف " جاليليو " الذي كان جريئاً بما يكفي للإشارة إلى أن الأرض تدور حول الشمس ! - ولكن هيهات أن يصدقه الناس في ذلك الوقت ، والذين اعتقدوا لدهور طويلة أن الأرض هي مركز الكون .

حسنا .. فلنلقي نظرة على التاريخ لنعرف أكثر الحقائق والنظريات العلمية التي لم يصدقها الناس قديما ً .
1- كرات البرق او البرق الكروي

- فكرة ان كرات البرق المتوهجة في السماء يمكن ان تتولد من العواصف الرعدية ، وتتحرك خلال الجدران ، وحتى تقتل الناس ، تبدو كتعويذة سحرية هربت للتو من عالم هاري بوتر ! - ولكن في الواقع تلك ظاهرة حقيقية .
وفقاً لموقع HowStuffWorks كان الناس يتحدثون عن تلك الظاهرة منذ قرون ، فقد تكلم عنها الإغريق القدماء ، وشاهدها الناس في العصور الوسطى , وتم الإبلاغ عن إحداها عام 1800 من قِبل القيصر نيقولا الثاني امبراطور روسيا ، ثم جورج ريشمان - رائد الكهرباء الشهير - الذي يُعتقد أنه قُتل بفعل أحدى كرات الموت تلك .

ظلت تلك الظاهرة محلاً للأساطير لفترة طويلة من الزمن ، حتى عام 1963 ، فوفقاً لما ذكرته مجلة الطبيعة Nature عندما كان روبرت كليفتون جينيسون - عالم الفلك الرديوي - يستقل رحلة جوية من نيويورك إلى واشنطن عندما مرت الطائرة بعاصفة رعدية ، حيث ظهرت واحدة من تلك الكرات الكهربائية غريبة الاطوار من المقصورة وطفت في الممر ، ثم اختفت كالكابوس !
بالتأكيد كان أمراً مخيفاً , ولكنه رائعاً في ذات الوقت ، لذا قرر جينيسون دراسة تلك الظاهرة ، ومن وقتها ظهر اهتمام واضح بتلك الكرات البرقية , وتضاربت حولها النظريات ، وحتى تم تحضيرها في المختبر .

2- الفيضانات الكارثية يمكنها أن تحدث

- تكاد لا تخلو معظم ثقافات العالم ومعتقداتها الدينية من حكايات الفيضانات التي دمرت العالم ، ومن المؤكد أنك قد سمعت عن القصة الأشهر عن نبي الله نوح وسفينته التي أبحرت وسط فيضان أفنى الحياة على وجه الأرض ولم يتبقى منها غير سكان السفينة - هذا وفقاً للديانة الإسلامية - ولكن هناك الكثير من القصص المشابهة في العديد من الأديان ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ هناك نسخة في الأساطير الهندوسية , وقصة أخرى من بلاد ما بين النهرين ، وكذلك فيضان آخر في أساطير أمريكا الشمالية .
على الرغم من أنه لا يوجد شيء يفسر طريقة انتشار فيضان ما على مستوى العالم ، إلا أن الفيضانات الكارثية يمكنها أن تحدث ، وهي فيضانات قادرة على غمر مناطقة جغرافية واسعة عن بكرة أبيها .
ومع ذلك - في العشرينات من القرن الماضي اعتقد الجيولوجيون أن الفيضانات الكارثية عبارة عن محض هراء لا غير ، فوفقاً لمجلة Discover ، لقد اعتبروا أن الفكرة سخيفة للغاية ، عندما خرج عليهم الجيولوجي J Harlen Bretz مدعياً أنه وجد دليلاً على أن إحدى هذه الفيضانات قد أغرقت ولاية واشنطن منذ حوالي 15000 عام .. !
بالنسبة لبقية علماء الجيولوجيا كان الأمر مضحكاً بعض الشيء ، فتخيُل وجود مياه يزيد ارتفاعها عن 100 قدم تغمر مدينة كواشنطن أشبه بفيلم من أفلام الخيال العلمي المبالغ فيها .
ولكن رغم كل شيء - كان بريتز على حق ، وكان يعلم انه على حق ، فعندما قام بالحفر في منطقة بحيرات ميسولا في مونتانا وجد أدلة على حدوث هذا الفيضان العظيم ، وبعد بضعة عقود ، أظهرت دراسات أخرى أن فيضان ميسولا قد حدث بالفعل ، كما وجد علماء الجيولوجيا أدلة مماثلة أخرى على حدوث فيضانات كارثية مختلفة من جميع أنحاء العالم .
3- الزواحف تحلم أيضاً

- كان يُعتقد بشكل كبير أن معظم الحيوانات - بخلاف الثدييات والطيور- لا تنام في الواقع بالطريقة التي يعرفها البشر , ولكن بدلاً من ذلك فإنها " ترتاح " ببساطة ، فعلى سبيل المثال ، الحشرات والأميبات قد تُبطيء وتقلل من نشاطها ، ولكنها لا تنام كما ننام حيث لم يلاحظ العلماء وجود لحركة العين السريعة عند أغلب الحيوانات ، بينما وجدوا أن الثدييات والطيور تتمتع بها ، وحركة العين السريعة غالباً ما تدل على الانغماس في النوم ومن ثم التعرض للأحلام .
ولفترة طويلة من الزمن ظن العلماء ان الزواحف كبقية الحيوانات الأخرى لا تنام بالمعنى المتعارف عليه ولا تحلم ، ولكن في عام 2016 ، تحطمت تلك الفكرة ، فوفقاً لما أوردته Scientific American ، عندما أجريت دراسة للنوم على خمسة سحالي من نوع التنانين الأستراليين ، وجدوا أن جميعهم قد تعرضوا لدورات من النوم ، ولاحظوا حركة العين السريعة لديهم كل ليلة ، بدا الأمر غريباً ، ولكن تأكد لعلماء أن تلك السحالي تنام وتحلم مثلنا ، وكانت هذه مفاجأة كبيرة للباحثين .
4- قارات الكرة الارضية تتحرك

- في أوائل القرن العشرين ، اقترح عالم الأرصاد الألماني " ألفريد فيجنر " فكرة أن جميع قارات الأرض - التي تبدو ثابتة الآن - كانت تتحرك بعد أن انفصلت عن قارة قبل التاريخ المسماه Pangaea !
هذه الفرضية والتي سُميت فيما بعد بـ الإنجراف القاري ، لم تُلاقي قبولاً لدى المجتمع العلمي ؛ فالبنسبة لعلماء الجيولوجيا في ذلك الوقت ، فإن تصديق مثل تلك النظرية سيهدم كل ما بنوه على مدار 70 عاماً ، لذا تم إقصاء نظرية " الانجراف القاري " واعتبوا فيجنر مجرد عالم مجنون غريب الأطوار .
ولكن في الستينيات ، جاء جيل جديد من الجيولوجيين الأكثر انفتاحاً على أفكار فيجنر ، وأثبتوا بالفعل أن القارات كانت تتحرك فيما مضى .
5- قرحة المعدة تسببها البكتيريا وليس القلق

- ما الذي يُسبب قرحة المعدة ؟
وفقاً NBC News حتى الثمانينيات ، كان الجميع في المجتمع العلمي يؤمن بإن السبب في الإصابة بقرحة المعدة هو التعرض للقلق والضغط النفسي .
لا يخفى على أحد أن الإجهاد النفسي قد يفعل أشياء فظيعة حقاً للعقل والجسم وصحتك عامةً ، ولكنه ليس السبب في قرحة المعدة .
ومع ذلك - عندما بدأ أخصائيو علم الأمراض الأستراليان باري مارشال وروبن وارن العمل معًا في عام 1981 ، توصلوا إلى استنتاج مختلف حول القرحة ، لقد اعتقدوا أن سبب ظهورها كان بسبب وجود نوع من البكتيريا في المعدة ، تُدعى هيليكوباكتر بيلوري .
قوبلت نظريتهم بالرفض والاستهجان من قِبل المجتمع العلمي ، وذلك بسب اعتقاد العلماء أن المعدة تضم مجموعة من السوائل المعقمة والمسببة للتآكل بسبب وجود أحماض المعدة ، لذا فلا مجال أمام البكتيريا كي تستطيع العيش في ذلك الوسط ، لذا تم استبعاد النتائج التي توصل إليها باري وروبن .
باري ميشال لم ييأس ، وعزم على إثبات نظريته بأي شكل ، وتحت أي ظرف ، لذا أقدم على فعل لا يقدم عليه سوى العلماء الشجعان - والمجانين أيضاً !
قام باري بتناول شراب قد مُليء بجراثيم هيليكوباكتر بيلوري وبالطبع سقط بعدها مريضاً بشكل مريع ، فأثبت وقتها وجهة نظره أمام المجتمع العلمي ، وعلى الرغم من أن طريقته درامية للغاية ، ولكنها كانت خطوة شجاعة و مُثمرة أيضاً .

إقرأ أيضاً : 10 نظريات مجنونة صدقها معظم العلماء قديماً


6- الزلازل الكبيرة يمكنها أن تسبب زلازل أخرى في الطرف الآخر من الكوكب

الزلازل الكبيرة تترك آثاراً مدمرة بشكل كبير ، وكل هذا بفضل التأثير عن بُعد"remote triggering"- وهو واقع علمي تم تأكيده عام 1992 ، عندما تسبب زلزال هائل بلغت قوته 7.3 درجة في كاليفورنيا في إحداث هزات أصغر على طول الطريق إلى متنزه يلوستون الوطني .
وقبل ذلك كان المجتمع العلمي رافضاً لفكرة أن الزلازل الكبيرة يمكنها أن تؤدي إلى حدوث زلازل أصغر - خاصة إذا حدثت تلك الزلازل الصغيرة على الجانب الآخر من الكوكب ، أو في مناطق ليست عرضة لنشاط الزلازل .
ولكن داراسة أجرتها جامعة يوتا عام 2008 ، أثبتت أن المستحيل كان ممكناً للغاية ؛ حيث فحص الباحثون حالات متعددة عن التأثير عن بُعد للزلازل ، واللتي تسبب فيها 15 زلزالاً كبيراً من عام 1992 إلى عام 2006 ، وربما كان ابرزها الزلزال المروع الذي وقع عام 2004 في سومطرة ، والذي تسبب في زلازل في الإكوادور - حرفياً على الجانب الآخر من الكوكب !
ومنذ ذلك الحين أصبح موضوع تأثير الزلازل عن بُعد محل اهتمام الخبراء .
وفقاً لما ذكرته مجلة New Scientist - فإن الزلازل الكبير تتسبب في حدوث زلازل أخرى بنسة لا تقل عن 9% في نفس الوقت .
7- شبه البلورات التي تمتلك أضعاف التماثل المعروف

- في عام 1982 ، صُدم الكيميائي اليهودي دانيال شيختمام بملاحظة شيء لم يكن موجوداً بكل المقاييس العلمية في ذلك الوقت .
فقد اكتشف خمسة أضعاف للتماثل في البلورات التي يدرسها بشكل يتحدى علم البلورات في ذلك الوقت ، فكان يُعتقد أن البلورات لا تملك إلا تماثلين أو ثلاثة او أربعة أو ستة أضعاف ، نظراً لأن التماثل بخمسة أضعاف لن يكون قادراً على توفير بنية التكرار اللازمة في البلورة - ولكن في الواقع بلورة شيختمان كانت شاذة للغاية - فاكتشافه الغريب الذي يُشار إليه الآن باسم البلورات البلورية أو شبه البلورة quasicrystals - يتناقض مع العلم الراسخ الي يرجع تاريخه إلى التسعينيات من القرن التاسع عشر .
وكما أشارت صحيفة جيروزاليم بوست ، فقد تعرض شيختمان للسخرية وحتى الإقصاء من مجموعته البحثية , واستغرق الأمر عامين له حتى ينشر اكتشافه ، حتى أن الكيميائي الأمريكي لينوس بولينج نبذه قائلاً " لا توجد شبه بلورات بل هناك أشباه علماء فقط ! " ، إلا أن شيختمان كان على حق , ففي عام 1987 ، كان العلماء الفرنسيون واليابانيون قادرين على إنتاج بلورات كبيرة الحجم بما يكفي لفحصها بالأشعة السينية ، ووجدوا بالفعل أن شبه البلورات موجودة ، واسترداداً لسمعة شيختمان ، بعد بضعة عقود ، وفي عام 2011 تم منحه جائزة نوبل عن ذلك الاكتشاف .
8- في سالف الزمان - لم يصدق العلماء بوجود النيازك

- وجود النيازك حقيقة واضحة الآن , ومع ذلك لم يكن الأمر هكذا بالنسبة للعلماء والناس قديماً ، فرؤية صخور متوهجة تسقط من السماء كان أمراً أسطورياً في ذلك الوقت ، ولكن بحلول نهاية القرن الثامن عشر الميلادي ، كان بعض العلماء قد بدأوا في تصديق وجود النيازك علمياً بعد ما حدث في عام 1803 عندما أمطرت السماء 3000 نيزك فوق مدينة لايجلي في نورماندي - فرنسا .
كان رد فعل الناس قوي كما كان متوقع , وراحوا ينسجوا الأساطير حول الأمر الغريب والغير مفهوم ، حتى قام الفيزيائي Jean-Baptise Biot بالتحقيق في الأمر بعد أن أجرى مقابلات مع شهود العيان , وقام بنشر تقاريره ، حيث أثبت علماء آخرين لاحقاً أن الصخور المتوهجة المسماه بالنيازك حقيقية ويمكنها أن تسقط على الأرض .
9- ظاهرة تغير المناح حقيقة لا يصدقها الكثير

عندما اكتشف العلماء أكبر وأخطر ظاهرة في تاريخ البشرية وهو تغير مناخ الأرض ، قوبلوا بالشك الجماعي , فمثلما كان يكره الناس في الماضي فكرة أن الأرض لم تكن مركز الكون ، فإن مواطني أواخر القرن العشرين لا يريدون أن يصدقوا أن تغير المناخ حقيقي ،وأن البشر يتحملون جزء من المسؤولية أيضاً .
ولكن على الرغم من أن تغير المناخ بدا شيئاً مفاجئاً للبعض إلا أن علوم الطقس والمناخ ليست جديدة ، فوفقاً لـ National Geographic فقد عرف العلماء عن تأثير الغازات الدفيئة لعقود من الزمن , وأنشئت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في أواخر عام 1988.
10 - النظرية النسبية لآينشتاين

- ألبرت آينشتاين - الرجل الذي تراه مثالاً على البراعة العلمية لم يكن دائما على هذا النحو في نظر المجتمع العلمي !
ففي عام 1905 ، نشر آينشتاين نظريته النسبية الخاصة والتي أشارت إلى أن الزمان والمكان مرتبطان معاً ، وكنت هذه النظرية نظرية مكملة للتي سبقتها وهي النظرية العامة لآينشتاين .
وعلى الرغم من اعتبار النظرية النسبية من أهم النظريات العلمية على الإطلاق ، والتي استطاعت أن تثبت صحتها حتى اليوم ، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في عام 1905 عندما نشر آينشتاين تلك النظرية ، فقد شكك فيها بعض العلماء وقوبلت بالرفض ، حيث أن الجميع في ذلك الوقت كان مقتنعاً بإن الفضاء ممتلئاً بمادة غريبة تُسمى " الأثير " ، والتي تم اعتبارها عنصر خامس للكون ، ولكن نظرية آينشتاين كانت تتناقض بشكل كبير مع نظرية الأثير ، لذا سخر علماء آخرون من عمله باعتباره غير عملي وسخيف ، ومع ذلك عندما أشار آينشتاين في نسبيته أن مادة الأثير غير موجودة كان على حق ، وأثبتت الأيام ذلك بكل تأكيد .