-->

ما لا تعرفه عن الفيلة «نعيمة».. قتلت زوجها وحارسها وبكاها 20 رجلا




فقدت حديقة الحيوانات بالجيزة آخر نزلائها من فصيلة «الفيل»، بعد نفوق الفيلة «نعيمة» والتي كانت لها سمعة شهيرة في إبهاج زوار الحديقة، إذ يصفها رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان الدكتور محمد رجائي، بأنها «نجمة الحديقة».


الفيلة نعيمة من مواليد 1979، وجاءت إلى حديقة الحيوان عام 1983 أي عمرها كان 4 سنوات ونفقت عن عمر يناهز الـ 40 عاما، وهو عمر بالنسبة للفيلة في الحدائق أو حياة الأسر ليس بقليل كما تشير الدراسات.


يقول «رجائي» إن نعيمة وصلت بصحبة أنثى فيل أخرى، وهي «كريمة»، ومعهما ذكر الفيل «حسن».


سنوات بدون استئناس



ويروي مدير الحديقة بعض التفاصيل من حياة «نعيمة» التي امتدت لـ 36 عاما بالحديقة، قائلا إنها كانت غير مستأنسة حتى سنوات مضت، وفي تلك الفترة كان يتم ربطها بسلسلة من قدمها، وكانت لها ردود فعل غاضبة من ذلك التصرف، ولكن كان هذا يحدث لتأمين الناس والحراس والجمهور، مؤكدا أن الحديقة نجحت بالتعاون مع الحارس الخاص بها «عم محمد» والذي يعد حبيبها الوحيد حتى وأثناء علاجها طلب الفريق المعالج أن يتحدث إليها حتى تسمع صوته وتستأنس به وتحس بالاطمئنان.
عم محمد وبعض الخبراء من الأجانب قاموا بتدريب الفيلة نعيمة على الطاعة، ونجحوا في ذلك ومن حوالي 3 سنوات استؤنست تماما، وتم فك السلسلة وأصبحت حرة داخل المبيت وكانت صديقة للجماهير.







حادث قتل



ويضيف «رجائي» إن قبل الـ 3 سنوات، كانت ردود «نعيمة» أفعال قاسية، إذ سبق وأن تسببت في مقتل أحد الحراس، مشيرا إلى أن الفيل الإفريقي أشرس من الفيل الآسيوي، لذلك يتم حبس الفيل الأفريقي داخل البيت المخصص لأنه لا يمكن أن يكون على اتصال مباشر بالجمهور مباشرة، على عكس الفيل الآسيوي كانت تلعب مع الأطفال ويمكن أن يمشي في الحديقة.


وسرد رجائي تفاصيل «نعيمة» الغاضبة قصة نفوق الفيل «حسن»، حيث أن الفيلة نعيمة قامت بضربه بشدة وتعرض لإصابات بالغة، مشيرا إلى أن علاجه استمر لمدة 3 سنوات متصلة، نفق على إثرها.


لحظات حزينة


وعن اللحظات الأخيرة من حياة «نعيمة»، يقول إن كان هناك ما يقرب من 20 حارسا من الحديقة يقفون بجوار الفريق المعالج للفيلة نعيمة، وحينما نفقت جلس الجميع على الرصيف يبكون بشدة على رحيلها لأنها كانت نجمة حديقة الحيوان.






ويكمل: «الفيلة نعيمة كانت يوم السبت 5 أكتوبر سليمة وفي العرض مع الجمهور للاستماع بمشاهدتها وكان لا تعاني أي مشكلة تماما، وتناولت الوجبات الترفيهية في آخر اليوم وهي عبارة عن أرز بلبن بالعسل بكمية كبيرة وأكلتها كلها لأنها الوجبة المفضلة لها، وفي صباح اليوم التالي 6 أكتوبر وعند خروجها من المبيت للجمهور جلست نائمة على جنبها وحدث لها ألم شديد وصعوبة بالتنفس ولم تستطيع النهوض مرة أخرى».


«يعتبر العمال والحراس داخل حديقة الحيوان هم بمثابة خبراء لأن بدونهم لن نستطيع رؤية فيل أو زرافة»، هكذا وصف «رجائي» حراس الحديقة، مضيفا: «نريد نقل خبراتهم في التعامل مع الحيوانات بتعيين الشباب لأنها خبرة مكتسبة أنه يعرف سلوك الحيوان وطريقة التعامل مع وكيفية تقديم الطعام بدون حدوث أي كارثة للعامل أو للجمهور أو للحيوان نفسه وهم يعرفوا الحاجة التي تسعد الحيوان أو تزعله».




واختتم حديثه، قائلا: «على سبيل المثال حراس الأسود والنمور لديهم خبرات تمكنهم من سرعة التصرف في حالة حدوث كارثة، وهناك أيضا حراس خبراء في التعامل مع الزرافة مثل عم محمد وعم ناجي فأنها تستأنس بهم ولا تثق إلا فيهم عن علاجها».