أزمة سد النهضة.. ومحاولة إسقاط مصر - جنتنا

أزمة سد النهضة.. ومحاولة إسقاط مصر

https://images.alwatanvoice.com/news/large/9998996750.jpg
 يعد "سد النهضة" من أكبر الأزمات التي تواجه مصر حاليًا، ففي البداية سأحدد بعض الأمور لمناقشتها، حيث تثار حولها عدد من المغالطات.

ففي البداية دعونا نرى الدول حول مصر وما الذي يتمنوه لها، وسأقسم هؤلاء لثلاث مجموعات.

 الأولى تتمنى تدمير مصر، وهذه المجموعة متمثلة في تركيا وقطر، ولذلك بسبب مشروعهم الإخواني وتحقيق حلم الخلافة.

والثانية تتمنى استقرار مصر مع إضعافها، وتتمثل في إسرائيل وأمريكا، وذلك لمصلحتم، وأعلم أن الكثير سيتعجب من هذا، ولكن إسرائيل تتمنى إستقرار مصر لأن مصر دولة كبيرة وعلى حدودها، فهي تخشى مصر ولا تريدها في ذات الوقت قوية.

 أما الثالثة فتتمنى أن تكون مصر مستقرة وقوية، وهذه الدول هي فرنسا والمانيا وإيطاليا، فهذه الدول أي مشكلة تحدث لمصر ستتأثر بها هذه الدول، وكلنا رأينا ما حدث لهذه البلاد بسبب اللجوء.

وهناك دول ترى أن استقرارها وقوتها من قوة مصر مثل السعودية والإمارات والأردن.

وبعد أن رأينا مصر وموقف الدول المحيطة بها، فنرى أن موقف مصر صعب جدًا، فهي تحارب من جميع الإتجاهات، وخاصة أن الدول التي تريد هدم مصر أقوى من الدول الصديقة لمصر.

وبالنظر إلى أثيوبيا، فمن مصلحتها أن تكون مصر ضعيفة، فأثيوبيا وخاصة دول الجنوب ترى أن دول الشمال تنمو على حسابها، والدليل على هذا أن أثناء ثورة 2011 وفي أول ضعف مر بمصر بدأت أثيوبيا في بناء السد.

والجميع يرى الآن ما تتناقله بعض القنوات الخارجية عن الرئيس السيسي، وما يزعموه أنه السبب في إهدار مصر لمياهها، ولكن بالنظر للحقيقة سنرى أن الرئيس السيسي تولى مهامه بعد أن أصبح سد النهضة أمر واقع.

فالرئيس السيسي كان أمامه خيارين الأول عسكري وهذا كان مستحيل، والثاني أن يتدخل السيسي ويكسب عدد من النقاط من أثيوبيا حتى لا يكون السد أزمة كبيرة لمصر، ودعونا نعرف جيدًا أن هدف سد النهضة ليس الماء ولكن هدفه هو توليد الكهرباء.

ولكن مليء سد النهضة سنويًا والتحكم فيه فستكون هذه المشكلة لمصر، فنحن نعاني مشكلتين الأولى هي فترة مليء الخزان فمصر تريد 7 سنوات وهما يريدوا 3 سنوات وهذه ليست المشكلة الكبيرة، فالمشكلة الكبيرة تكمن في سنوات الجفاف وأن تقل نسبة المياة في مصر وعندها ستكون أثيوبيا هي المتحكمة.

ولمحاولة حل هذه المشكلة، فالرئيس السيسي عقد إتفاقيات مع السودان وأثيوبيا، وهي إعلان المباديء وكلها كانت لصالح مصر، وبها نقاط مهمة جدا وهي ان السد يدار بين الثلاث دول وهي أثيوبيا والسودان ومصر، ولكن المشكلة أن أثيوبيا بدأت تتعند ضد مصر، ولكننا رأينا رد الرئيس القوي والحاسم، ورأينا بعد أخذ رئيس الوزراء جائزة نوبل فبعث الرئيس السيسي بتهنئة، وهذه هي الدبلوماسية .

والبند الأخير في الاتفاقية هو اننا ندخل طرف رابع لتتحكم وإدارة السد، ومصر تريد أمريكا، وهذه نقطة مهمة، وأثيوبيا تعلم جيدًا أن هذا لن يكون في صالحها، لأن هذا الطرف سيحكم بالعدل، والعدل هنا أن حصة مصر من مياة النيل كلها من حق مصر، وخاصة أن مصر لديها فقر مائي.

وفي الحقيقة أنا بشكل شخصي متفائل من المفاوضات، ولكن مصر الآن تمر بمرحلة صعبة فمصر لديها مشاكل ضخمة بالأضافة لهذه المشكلة أيضًا.

والآن دعونا نتعرف على المشاريع التي قامت بها مصر، فمصر قامت بعمل 47 مشروع لتحلية المياة بالمدن الجديدة وهذا من المشاريع الجديدة الضخمة وسعيد بهذا للغاية، فمصر الآن تفكر في حلول مستقبلية لمشكلة المياة.

وأود أن أنوَّه أخيرًا عن أن شراء مصر لطائرات الرافال الفرنسية، يعد تهديد صريح لأثيوبيا، لأن هذا الطائرات هي التي تستطيع ضرب أثيوبيا، ولكن هذا ليس معناه أن مصر ستقوم بالحرب ضد أثيوبيا، فهذا مستحيل وليس من مصلحة مصر نهائي، وليس من سياسة مصر، ولكن هذا يسمى "ردع".

وبالانتقال إلى موضوع آخر، هو القنوات المعادية لمصر، كقناة الجزيرة التي تمارس "مهازل"، فأخيرًا نشرت عبر صفحة مفبركة بعنوان "أثيوبيا الآن"، أن الرئيس السيسي يقوم ببيع المياة لإسرائيل وبعدها بدأت كل القنوات تتحدث وتصف الرئيس السيسي بالخيانة، ولكن بعدها نفت الصفحة الرسمية لـ"أثيوبيا الآن" ما نشر مؤكدة أن هذه الصفحة مفبركة وليست تابعة لها.

وهذا يوضح أن مصر وسط الكثير مما يريد إسقاطها وإضعافها، ومشكلة السد تعد مشكلة قومية فيجب أن يقف الجميع مع البلد ولصالحها والحكومة المصرية، فيوجد الكثير من الخيانة وهذا يضعف موقف مصر وهذا سيعود بالصالح للدول المعادية.
ففي الخارج، المعارضة تقف بشدة أمام الأغلبية، ولكن في المواقف الصعبة تتحد جميعًا لصالح البلد.

وأقول في النهاية أن ما تمر به مصر الآن هي مشكلة حياة أو موت، ولحل هذه الأزمة أن نكون يد واحدة، ونقف خلف الرئيس والحكومة.

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف