-->

من هو الجمسى؟.. ثعلب الصحراء الذى وصفته إسرائيل بـ الحكيم




من هو الجمسى؟ "ثعلب الصحراء" الذى وصفته إسرائيل بـ"الحكيم"

استطاع أن يجمع بين دهاء الرجل الريفي وهيبة العسكري، فشكّل لنفسه شخصية أثارت إعجاب العدو قبل الصديق، حتى أن "وايزمان"، أول رئيس إسرائيلي قال عنه: "لقد هزني كرجل حكيم للغاية، إنه يمثل صورة تختلف عن تلك التي توجد في ملفاتنا"، هذا هو المشير محمد عبدالغني الجمسي، الذي لُقب بـ"ثعلب الصحراء"، وأطلق اسمه على عدد من دفعات الكليات العسكرية، آخرها الدفعة الأولى بطب القوات المسلحة.

وُلد "الجمسي" في 1921، لأسرة ريفية، كان والده مزارعًا في قرية "البتانون" بالمنوفية، الوحيد بين أشقائه الذي تلقى تعليمًا نظاميًا؛ لضيق حال الأسرة، ولحُسن حظه؛ فتحت حكومة مصطفى النحاس- لأول مرة- أبواب الكليات العسكرية لأبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة، فالتحق بها في سن الـ17عامًا، ليتخرج في 1939 من سلاح المدرعات.

مع بدء الحرب العالمية الثانية، دارت أعنف معارك المدرعات في صحراء مصر الغربية، وكان "الجمسي" ضابطًا، اكتسب خبرة عسكرية كبيرة فاستغلها في حرب أكتوبر، لذلك لُقب بـ"ثعلب الصحراء"، وعقب انتهاء الحرب، عمل ضابطًا بالمخابرات الحربية، ثم مدرسًا بمدرسة المخابرات؛ وتخصص في تدريس التاريخ العسكري لإسرائيل، ثم تلقى دورات تدريبية عسكرية، وحصل على شهادتي من كلية القادة والأركان عام 1951، وأكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966.

رفض جمال عبدالناصر استقالة "الجمسي" عقب هزيمة 1967، وأسند إليه الإشراف على تدريب الجيش المصري، فتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

كتب "الجمسي" ملاحظاته عن الجيش الصهيوني وتوقيت الحرب في كشكول ابنته، لم يقرأه أحد سوى السادات، حافظ الأسد لاتخاذ قرار الحرب، ظهر دهاء "الجمسي" في اختيار توقيت الحرب، عندما حدد يوم السادس من أكتوبر 1973؛ لوجود 8 أعياد يهودية وموافقته لشهر رمضان.

أعد "الجمسي" خطة لتصفية ثغرة "الدفرسوار" سماها "شامل"، إلا أن السادات أجهضها بموافقته على فض الاشتباك الأول عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي "كيسنجر" القاهرة، وبانتهاء المعركة وترقية "الجمسي" إلى رتبة فريق، اختاره "السادات" للتفاوض مع الإسرائيليين في مفاوضات الكيلو 101، فرفض تحية الوفد الإسرائيلي أو مصافحته.

في يناير 1974، بكى "الجمسي" لأول مرة، عندما جلس أمامه "كيسنجر" ليخبره بموافقة "السادات" على انسحاب أكثر من ألف دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فاتصل بالسادات الذي أكد موافقته، ليعود "الجمسي" إلى طاولة المفاوضات، وهو يقاوم دموعه.

رُقي "الجمسي" بعد الحرب إلى رتبة "فريق أول"، مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975، كما واصل استكمال تدريبات الجيش المصري؛ وفي عام 2003، رحل عن دنيانا بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ82 عامًا، حقق خلالها انتصارات توّجت بـ24 وسامًا.