«رقص وعزاء».. كيف تفاعل العالم مع مقتل سليماني؟
تباينت ردود الأفعال ،اليوم الجمعة، عقب قتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني خلال غارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد.
وأشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، بأن ما حدث من شأنه تصعيد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن الوضع قد بلغ ذروته بين واشنطن وطهران وبناءا على أوامر ترامب قتل سليماني وذلك عقب هجوم غير مسبوق على السفارة الأمريكية ببغداد.
وأضافت الصحيفة بأن المنطقة باتت تسهد انقساما خاصة بعد هذا الهجوم، فالشيعة يريدون الانتقام لدم سليماني، بينما يرى آخرون أن التصعيد العسكري يشكل خطرا دائما ولابد من الخوف على أرواح الملايين ممن سيدفعون ثمن ما يحدث.
إيران
تعهد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي "بالانتقام" من وفاة الجنرال الإيراني الذي وصفه بـ«العظيم»، كما أعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام في بلاده.
وأضاف خامنئى بأن «الشهادة هي مكافأة سليماني لعمله الدؤوب طوال كل هذه السنوات، لن يتوقف عمله وطريقه هناك، والانتقام الشديد ينتظر المجرمين الذين تسببوا في إهدار دمه بدم الشهداء الآخرين».
من جهة أخرى، تظاهر عشرات الآلاف من الإيرانيين في طهران يوم الجمعة ضد "الجرائم" الأمريكية.
كما علق الرئيس الإيراني حسن روحاني على الهجوم لافتا إلى أن قتل سليماني سيجعل إيران أكثر عزمًا على مقاومة التوسع الأمريكي والدفاع عن القيم الإسلامية، بينما نوه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن وحشية القوات الأمريكية التي اغتالت سليماني ستعمل بلا شك على تعزيز شجرة المقاومة في المنطقة وفي العالم.
العراق
قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إن الضربة الأمريكية تشكل تصعيدا خطيرا من شأنه أن يتسبب في حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم، كما أنه يعد انتهاكا لشروط الوجود العسكري الأمريكي في العراق مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية منتشرة فقط في العراق لتدريب قوات الأمن ومحاربة داعش كجزء من التحالف الدولي.
من جهته، وصف المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الضربة الجوية الأمريكية، بـ"الاعتداء الغاشم".
الولايات المتحدة
دعت السفارة الأمريكية في بغداد رعاياها إلى مغادرة العراق "على الفور"، داعية مستشاريها الأمريكيين بالعراق إلى المغادرة جواً.
من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعادته لنجاح تلك العملية حيث كتب عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر،«لقد قتل اللواء قاسم سليماني الآلاف من الأمريكيين، وأصاب غيرهم بجروح بالغة على مدى فترة طويلة من الزمن، وكان يخطط لقتل الكثيرين غيرهم، كان مسؤولاً بشكل مباشر وغير مباشر عن وفاة ملايين الأشخاص، كما لفت إلى أن غيران لم تكسب أبدا أية حرب لكنها كانت تنتصر في المقاوضات.
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو، فقد رد قائلاً: "العراقيون يرقصون في الشوارع من أجل حريتهم، سعداء بأن الجنرال سليماني لم يعد موجود".
إسرائيل
أوقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رحلة إلى اليونان للعودة بشكل عاجل إلى إسرائيل بعد الهجوم الأمريكي، كما أغلق الجيش الإسرائيلي منتجع للتزلج في جبل حرمون، وهي منطقة استراتيجية تقع على مرتفعات الجولان السورية بين لبنان وسوريا.
روسيا
أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا أدانت من خلاله مقتل سليماني، حيث جاء به «اغتيال سليماني هو خطوة محفوفة بالمخاطر ستؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، سليماني خدم بإخلاص مصالح إيران، ونقدم خالص تعازينا للشعب الإيراني».
سوريا
بدورها أدانت هي الأخرى هذا الهجوم، حيث أعلنت وزارة خارجيتها بأن هذا العدوان الأمريكي الذي وصفته بـ«الجبان» سيعزز من إصرار وتصميم قادة المقاومة.
لبنان
أعلن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن تقديم العقوبة العادلة إلى القتلة المجرمين، سيكون مسؤولية ومهمة جميع مقاتلي المقاومة والمقاتلين في جميع أنحاء العالم وأن قتل سليماني لن يمر دون عقاب".
فرنسا
من جانبها ، دافعت فرنسا عن "الاستقرار" في الشرق الأوسط، حيث أعربت وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية أميلي دي مونتشالين عن آسفها قائلة "نستيقظ كل يوم لنجد عالم أكثر خطورة، التصعيد العسكري أمر خطير دائمًا، عندما تحدث مثل هذه العمليات، يمكننا أن نرى بوضوح أن التصعيد جار، لابد من تغليب الاستقرار ونزع التصعيد قبل كل شيء".
كما نشرت السفارة الفرنسية بطهران تحذيرا لمواطنيها هناك بالابتعاد عن أي تجمعات، وتبني سلوك حكيم والامتناع كذلك عن تصوير الأماكن العامة.
عالميا
قال المتحدث باسم الدبلوماسيين الصينيين جينج شوانج "نحث جميع المعنيين ولا سيما في الولايات المتحدة على التزام الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوترات".
من جهتها، أبدت لندن تحذيراً مماثلاً، حيث دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب جميع الأطراف إلى وقف التصعيد، مشيرا إلى أن العالم أدرك مدى التهديد العدواني الذي تشكله حركة القدس الإيرانية بقيادة قاسم سليماني، وأما بعد بعد وفاته، فإن لندن تحث جميع الأطراف على وقف التصعيد، وأن الصراع حاليا ليس في مصلحة أحد على الإطلاق
إرسال تعليق