
لا شيء يفصلنا عن الموت، فهو لا يزال بالنسبة للكثيرين لغزاً لا يمكن فهمه.
فمهما
كان عمرنا، الا أننا عند فقدان أحد الوالدين، سنشعر حتماً بالصدمة!، ومهما
تقدمنا بالعمر.. وحتى لو كنّا آباء وامهات، ففي داخلنا طفلٌ يحتاج دائماً
لحماية الوالدين وعطفهم، لذلك فإن احساس الوحدة الذي يخلّفه الموت هو ما
يؤلمنا أكثر!
ففي
كل الحالات، الوداع مؤلم يمزّق الفؤاد ويترك جروحاً لا تندمل، لأن موت
الأهل يخلّف ملايين الذكريات: رائحتهم تبقى في المنزل، كلماتهم، تعابيرهم،
ثيابهم، نصائحهم، ضحكاتهم.. هم هنا في أرجاء البيت، لكنهم رحلوا..، نراهم
في كل زاوية من زوايا حياتنا، لكننا نبحث عنهم ولا نجدهم، فقط صورهم، وصور
طفولتنا برعايتهم تبقى على الجدران وفي البال..
نحن
نكبر مع والدينا، ونعرف تماماً أننا سنجدهم يوماً في نعوش، أجساد بلا
حراك، لكن علينا مقاومة هذا الشعور المؤلم وعدم تركه يسيطر على مشاعرنا،
لأننا يجب أن نمضي قدماً في الحياة.
موت
أحد الوالدين، أشدّ ألماً من موت أي شخص آخر حتى ولو أحببناه بعمق وصدق،
لأنه في لحظة خسارتهم، نشعر أننا متروكون مهملون، فهم أول من أحببناهم
وأحبونا، ولو كنا في أحيان كثيرة على خلاف معهم، فنحن دائما نشعر بإرتباطنا
الوثيق بهم سواء كنا نعيش معهم تحت سقف واحد، أم كنا مستقلين عنهم
جغرافياً، فالرحيل هو هو ، والألم لا يتغيّر...
الأمثولة
هو أننا ندرك أننا سنفقد أهلنا يوماً، هكذا هي الحياة، لذلك علينا إستغلال
كل يوم، وكل ساعة نقضيها مع أهلنا طالما هم بيننا، لأنه سيأتي اليوم الذي
به يرحلون..
إرسال تعليق