-->

النمو الانفعالي في عمر المراهقة


 النمو الانفعالي في المراهقة يشكل جانباً أساسياً في عملية النمو. وهو يتمثل بالحب، القلق، الملل والغضب وغيرها الكثير من الانفعالات، ودراسة هذا الجانب هامة وضرورية من أجل الغوص إلى أعماق ذات المراهق ومعرفة ما تحمله من عواطف وأفكار.

ويعد شعور المراهق نحو نفسه من جهة ونحو الآخرين من جهة ثانية من أبرز ملامح حياته الانفعالية، ويتمثل بالحب، الحقد، الأمل، الخيبة، الغضب، الخوف، الفخر والإحساس بالعار.
الحب والتعاطف:
إن السمة الأساسية للنمو الانفعالي في المراهقة هي الرغبة في العطف على الآخرين وكسب عطفهم في الوقت نفسه، ولا شك أن عملية الأخذ والعطاء العاطفيين ضرورية لتأمين الاستقرار العاطفي في حياة المراهق. والمراهق بحاجة إلى الدعم العاطفي وخاصة في المنزل الذي تربى فيه. ونمو المراهق واقترابه من سن الرشد لا يعني أنه ليس بحاجة إلى عطف الآخرين من الكبار عليه. وحاجة المراهق للعطف هي من الحاجات الأساسية للراشد.
الملل:
يشيع الملل عندما يغيب المرح أو تتضاءل الرغبة بالحياة لدى المراهق. ويشيع الملل عند المراهقين ويؤثر بشكل سلبي وخطر على نموهم، حيث ينعدم لدى المراهق الاهتمام بالمدرسة وتفتقد حياته لوجود هدف، والملل هو نوع من الكابة يصيب الناشئة الذين تنقصهم الشعبية بين أقرانهم ويعانون من الرفض أو الحرمان. والمراهق الذي يعاني من الملل يرجع ملله إلى بؤس محيطه، وإلى انعدام حريته في ممارسة اهتماماته الخاصة، وإلى شعوره بنوع من الغربة مع نفسه.
وفي كثير من الأحيان يصاحب الملل الإحساس بانعدام الجدوى وبتفاهة الأشياء والأشخاص في محيط الناشئ.
الغضب عند المراهق:
يرتبط غضب المراهق بسعيه لتوكيد ذاته وإثباتها، وقد يبدو الغضب سلوكاً شاذاً إلا أنه يستمر به المراهق من أجل تحقيق التميز عن الآخرين. ويكون الشغل الشاغل للمراهق في فترة مراهقته هو تحقيق استقلاليته بشكل قوي وهذا ما يجعل المراهق حساساً ومعرضاً أكثر من سواه للغضب.
والغضب خلال المراهقة يتفجر ويقوى بسبب المطالب التي يلقيها الراشد على المراهق محاولاً دفعه للخضوع لرغباته، وهذه المطالب هي بعض قواعد السلوك الاجتماعي التي يقوم الأهل بغرسها في الناشئ.
وهناك عدة أمور أخرى تثير غضب المراهقين تشمل اللباس والنضج الوالدي وخلاف المراهق مع الكبار بشأن ما هو صح أو خطأ بما يقوم به من أفعال والمحاولة المستمرة للوالدين لإيجاد العيوب في ولدهما المراهق.
كما أن المزاح الذي يحمل في طياته انتقاداً وسخريةً من المراهق وشخصيته يشكل سبباً جوهرياً لغضبه.
ويتسع نطاق الغضب والتذمر لدى المراهق ليشمل الآخرين عندما تتسع دائرة العلاقات الاجتماعية له، وتمتد خارج المنزل فيصبح يشكو من الأقارب مثلاً الذين يضعون أنفسهم مكان الأهل ومن كل من يتعرض له من أصدقاء العائلة من نقد.
وما أن تتشكل اتجاهات المراهق ومعتقداته الخاصة فيه حتى يبدي غضبه على كل من يخالفه فيها.
الكراهية المتحولة:
عندما لا يشعر المراهق بحريته في التعبير عن غضبه بصورة مباشرة ضد الأشخاص أو الأشياء فإنه قد يقلب الأشياء نفسها ويحطمها.
فالمراهق الذي تضايقه والدته يخشى أن يرد عليها، فينزل غضبه بأي شيء يصادفه فيحطمه.
ويعتقد أن ميل المراهق إلى إيذاء المخلوقات الضعيفة قد يكون تحولاً لغضبه من الناس الذين يقيدون حريته. فمثلاً، قد يلجأ المراهق نتيجة لذلك إلى تعذيب قطة بريئة عاجزة.. أو طفل صغير في جواره.
القلق:
يخطئ من يعتقد أن المراهق يعيش حياة هادئة خالية من الفوضى أو الصراعات النفسية. فالمراهقة هي فترة عواطف وتوتر وشدة تسودها الكثير من الأزمات النفسية والمعاناة والقلق، وفيها يعاني المراهق من اضطرابات في حياته الداخلية ومن عدم استقرار نفسي وفكري، وهذا ما يبعث فيه حالة من القلق ناتجة عن إحساسه بأنه مهدد من الأشخاص الذين من حوله أو خائف من القيام بأشياء لا ينجح فيها مثلاً.
ويشتد الصراع عندما تكون لدى المراهق رغبة في الاستقلال وتأكيده لذاته وفي الوقت نفسه والتخلص من اتكاليته... وهذان اتجاهان يتعارضان ويتصارعان ويؤديان بالتالي إلى القلق.
وهكذا يمكن تصنيف أسباب القلق في حياة المراهقة إلى ثلاثة أصناف:
·      الضغوط والمشكلات المؤثرة في حياة المراهق.
·      عوامل ترتبط بالفترة التطورية للمراهق.
·      المصاعب والصراعات غير المحلولة في حياة المراهق