البلوغ
هو بداية ظاهرة النضج الجنسي. متى يحدث النضج الجنسي وما هي العلامات التي تشير
اليه؟
النضج الجنسي:
البلوغ
هو بداية ظاهرة النضج الجنسي. وهو يتمثل في نمو شعر العانة والشارب وثخانة الصوت
لدى الفتيان. وبالحيض الذي يشير لنضج الفتاة، وليس من السهل تحديد بداية النضج
الجنسي للفتاة إذ أن الحيض ليس دليلاً كافياً على نضج الفتاة من الناحية الجنسية.
أما
لدى الصبيان فليس هناك ما هو واضح يشير إلى نضج الصبي سوى بعض المعايير الخارجية
مثل تغير شدة نمو القضيب والخصيتين، ونمو شعر العانة من حيث كميته ولونه وتوزعه
وملمسه... والحيض بالنسبة للفتاة والنضج الجنسي للصبي هما نتيجة نهائية لنمو طويل
في الغدد الصم يبدأ قبل خمس سنوات من بدء البلوغ.
وفي
السنة التاسعة من العمر ترجح نسبة الهرمون الذكري على الأنثوي لدى الصبيان
والأنثوي على الذكري لدى البنات.
بدء بلوغ الصبيان:
استخدمت
إحدى الدراسات الواسعة حول بدء بلوغ الصبيان الصفات المرتبطة بنمو شعر العانة
كمعيار لبدء البلوغ. ويحدث البلوغ عند الصبيان بين السنتين (10- 16) لكنه في أغلب
الأحيان يبدأ في سن (12) من عمر الصبي حيث تحدث تطورات جنسية مرتبطة بالمراهقة
تشمل القذف، الصوت، شعر العانة وإفراز الحيوانات المنوية.
والجدول التالي يبين نسبة بروز المظاهر الجنسية بين السنة العاشرة
والسادسة عشرة.
شعر العانة
|
إفراز الحيوانات المنوية
|
تغيرات الصوت
|
القذف
|
العمر
|
0.3%
|
0.3%
|
0.3%
|
1.8%
|
10
|
8.4%
|
3.7%
|
5.6%
|
6.9%
|
11
|
27.1%
|
5.3%
|
20.5%
|
14.1%
|
12
|
26.1%
|
17.4%
|
40.0%
|
33.6%
|
13
|
23.8%
|
12.9%
|
26%
|
30.9%
|
14
|
3.3%
|
13.9%
|
5.5%
|
7.8%
|
15
|
1%
|
16%
|
2%
|
4.9%
|
16
|
بدء الحيض عند الإناث
بدء
الحيض عند الفتاة هو مؤشر على نضجها الجنسي والحيض الطبيعي غالباً ما يتأخر قليلاً
عن الحيض الأول عند الفتاة، والسن (13.5) هو متوسط بدء حيض الفتاة. والفروق
الفردية بين البنات في الحيض كبيرة.
والفتاة
العادية هي أسبق من الفتى العادي بسنة ونصف في بدء بلوغها وظهور علامات النضج
لديها. والفتيات أسبق من الصبيان بسنة أيضاً في نمو هيكلهن العظمي وفي زيادة الوزن
وكمال القامة، إلا أن الولد يسبق البنت في الفعالية الجنسية. والحيض يبدأ قبل
اكتمال نضج مبايض الفتاة المتمثل بتوليد بيضة ناضجة، وهذه البيضة لا تتولد قبل نضج
الرحم.
وتشير
أغلب الدراسات إلى أن قدرة البنت على الحمل تبدأ في السنة الخامسة عشرة، وتكون
حينها ضعيفة بالمقارنة إلى حالها وهي في سن أكبر.
وتضعف
الفروق الفردية في مجال الإخصاب إذا ما قورنت بالفروق الفردية في مجال بدء الحيض
إذ أن فئة قليلة جداً من الفتيات تبدأ حيضها في السنة العاشرة وفئة أخرى تتأخر حتى
السنة السادسة عشرة والسابعة عشرة أو حتى الثامنة عشرة.
الأثر النفسي للحيض:
تختلف
البنات كثيراً في درجة استعدادهن لتقبل ظهور الحيض وفي استجابتهن الانفعالية له.
وعلى العموم فإن رد البنت على الحيض يتأثر بعدد من العوامل هي:
·
اتجاه
البنت من ذاتها كأنثى.
· نظرتها الشاملة للحياة العامة.
· ميلها لأن تكون قلقة بشأن التغيرات
الجسمية.
·
إحساسها
بالثقة بنفسها وبحريتها وقدرتها على مجابهة الحياة المتغيرة.
فالبنت
التي تشعر بالحرية في مناقشة التطورات والأمور الجنسية تكون أقدر على تقبل بدء الحيض من نظيراتها التي
لا تستطيع الخوض بذلك.
وهناك
انفعالات ترتبط بتكرر الحيض وتتجاوز الأثر الذي يتركه الحيض الأول في نفس الفتاة،
وتتوقف الاثار النفسية المرتبطة بدورة الحيض على الالام العضوية التي تسببها تلك
الدورة وعلى المزاج الذي يصحبها. ولا يتأثر دور الفتاة في حياتها بمزاجها في تقبل
حيضها أو رفضها له فحسب، بل وبالأفكار القبلية السائدة في المجتمع. حيث يسود
الاعتقاد في بعض البيئات الاجتماعية أن الحيض لعنة تحل بالأنثى بسبب (تفاهتها
وإثمها..) وهكذا فإن الأفكار القبلية السائدة قد تلعب دوراً حاسماً في تقبل البنت
لحيضها أو رفضها له. وهذا ما يدعو إلى ضرورة تخليص الفتاة من هذه الأفكار ونشر
الوعي من أجل مساعدتها في تربية جنسية علمية واضحة ونظيفة.
الآثار النفسية للنضج الجنسي المبكر والمتأخر:
إن
للتغيرات الجسمية التي تحل بالناشئ أثناء مراهقته اثاراً نفسية هامة، حيث أن نضج
الفتاة المبكر يسيء إليها ويضعها أحياناً في موقف صعب خلافاً لنضج الصبي المبكر
فإنه يحسن أوضاعه بين أقرانه وفي نظر الراشدين على السواء.
ومن
المؤكد أن التغيرات التي تطرأ على الفتاة نتيجة البلوغ تفاجئها، فضخامة جسمها
واختلاف نسب نمو أعضائها وتباين باقي صفات جسمها عن نظيراتها اللواتي لم يبلغن بعد
تجعلها شاذة بينهن وتجعلها عرضة للسخرية منهن لعدم معرفة ما يحدث معها. نتيجة
لذلك، تعجز مبكرة البلوغ عن التعايش مع زميلاتها كما أنها قد تقع في صراع مع
والديها اللذان يحاولان تربيتها وفق الدور المرسوم للبنت في المجتمع فيقسوان في
انتقادها مما يسبب الحساسية النفسية لها ويؤدي إلى رفضها لذاتها وجنسها.
وليس
التبكير الجنسي عند الفتاة سلبياً في الحالات كلها بل هنالك حالات يكون فيها
عاملاً إيجابياً ولاسيما عندما يمكن صاحبته من إقامة علاقات اجتماعية ناضجة
ومتقدمة.
أما
مبكر النضج من الصبيان فقد يتمتع ببعض المزايا وسيكون لفترة الأكبر والأقوى من
رفاقه كلهم، مما يجعله يتفوق في كثير من الأنشطة الرياضية ويغدو له من الشعبية ما
تساعده في تقوية علاقاته الاجتماعية.
لكن
هناك بعض الحالات يكون فيها النضج الجنسي المبكر لدى الصبي ذو أثر سلبي ويؤدي به
إلى الخجل والعزلة وإعادة التكيف مع أقرانه.
ومما
سبق نجد أن التأخر في النضج عند كل من الفتى والفتاة قد يفيد في تجنب مشاغل
المراهقة ومشكلاتها مما يمكن من الحصول على فرصة تحصيلية أكثر مما تهيؤه حالة
النضج المبكر، إضافة إلى إطالة إشراف الوالدين على تربية أولادهم إشرافاً يظهر
نفسه في حالة توفر والدين دافئين يفهمان التربية ويمارسانها بمهارة.
إرسال تعليق