-->

صورة الجسم وتقويم الذات في سن المراهقة


يلعب جسم المراهق وصفاته العضوية دوراً كبيراً في تشكيل صورته عن نفسه، وله أثر كبير على سلوكه. فكيف يؤثر وما هو دوره في تقويم الذات؟
تعد التغيرات التي تطرأ على جسم المراهق خلال مراهقته مؤشراً لنموه، وعلى المراهق أن يتكيف مع تغيرات أعضاء جسمه ويستجيب للاثار والنتائج التي تتركها تلك التغيرات.

وتتفاوت ردود فعل الناشئ من تغيراته الجسمية بين الاعتزاز والخوف، فالصبي الذي يجد نفسه فجأة قد اختلف عن باقي أقرانه أنه تضخم صوته وازداد حجم جسمه وطالت قامته ونما شاربه لا يستطيع أن يتغلب على مشاعر الخوف التي تصيبه وخاصة عند مقارنة نفسه مع غيره من أصدقائه في نفس السن.
  صورة الجسم وتقويم الذات:
يلعب جسم المراهق وصفاته العضوية دوراً كبيراً في تشكيل صورته عن نفسه وفكرته عن كيفية ظهوره في أعين الاخرين، وصورة جسم المراهق لها أثر كبير على سلوكه.
 يشكل الولد خلال طفولته صورة على درجة من الوضوح أو عدم الوضوح عن جسمه تسمى بـ: (صورة الجسم).
وتتأثر صورة الجسم لدى المراهق بالمعايير التنافسية التي تفرضها البيئة الاجتماعية، حيث يلفت انتباه البنت منذ عمر مبكر جداً إلى أنها إما جميلة أو قبيحة وإلى أن عينيها جميلتان، ولها ملامح خلابة.
ولا يترك الصبي دون أن يوصف بالقصر أو بالطول، بالنحول أو بالضخامة. وهذه الأوصاف التقويمية لجسم الناشئ تلعب دوراً كبير في تشكيل صورته عن ذاته، وذلك لحساسية المراهق المرهفة تجاه التغيرات المفاجئة في جسمه وصورة تلك التغيرات في أعين الاخرين.
 إن على المراهق لكي يكون مقبولاً من أقرانه ألا يختلف كثيراً عن الآخرين في مظهره الجسمي.
وإذا كان الناشئ قد اختلف كثيراً في تغير جسمه أثناء المراهقة عن غيره من الأقران، تجنبه الاخرون أو عيروه بأسماء ذات طابع جنسي واضح، فينادى الصبي مثلاً السمين بـ (الثور) أو (دبو) خلافاً للنحيل الناعم الذي يسمى (فطومة) أو (نعومة)، وكذلك الأمر بالنسبة للبنت.
وقد تكون بعض الأسماء التي تشير إلى فحولة الصبي مثاراً لاعتزاز الصبي وكذلك الحال بالنسبة لاعتزاز البنت بالأسماء التي تدل على أنوثتها.
 دور المظهر الجسمي في تقويم الذات:
أكد بعض الباحثين وجود درجة كبيرة من التوافق بين مشاعر الناس لأجسامهم وبين مشاعرهم من ذواتهم. ويؤثر المظهر الجسمي للمراهق ورأي الاخرين بهذا المظهر، في صورة المراهق عن ذاته بشكل كبير.
إن صفات المراهق الجسدية لا تكون دائماً سبباً للاعتزاز بذاته فقد تؤثر سلباً عليه في بعض الأحيان، فقد تواجه البنت ذات الجمال الخارق مصاعب ومشاكل لا تتعرض لها أختها ذات الوجه العادي وقد يلاحقها الشباب في سن لم تتمكن فيه بعد من إعداد نفسها لذلك، الأمر الذي يورطها في مشاكل ليست في الحسبان. ولا يختلف أمر الصبي الفحل كثيراً عن أمر الفتاة الجميلة إلا في شدة المشكلات التي يتعرض لها الصبي وتنوعها وفي قدرته البدنية على الرد على تلك المشكلات