-->

المهق والسفع في الحيوانات

المَهَق والسَفَع في الحيوانات 
لا يقتصر المهق على البشر، بل تحمل الحيوانات أيضاً هذه المورّثات. وعادةً ما يكون أثر المهق في الحيوانات أشد خطورةً منه في البشر، حيث في المملكة الحيوانيّة يكون اللون والإبصار عاملين مهميّن في البقاء. فالعديد من الحيوانات عندما تحمل هذه المورثّات تفقد قدرتها على التمويه وتصبح غير قادرة على إخفاء نفسها عن مفترسها أو فريستها. ولهذا السبب فنسبة بقاء الأفراد حاملي مورثّات المَهَق ضعيفة جداً مقارنةً بالأفراد السليمين. هذا الأمر قاد في بعض الأحيان إلى تأسيس جماعات تعنى بحماية وإنقاذ الحيوانات المُصابة بالمهق مثل " جمعيّة الحفاظ على السناجب المصابة بالمهق ".

كنغر مصاب بالمهق | .
وهناك أيضاً ما اعتيد تسميته بـ [ المهق الجزئي ] والذي يُسمّى بـ [ Leucism ]، حيث يكون هناك رقعة معيّنة او عدة رقاع تفتقر لجين الميلانين ولكن ليس الجسد بأكمله ولا تكون العينين ورديّة مثلاً في هذه الحالة. وهذا كما في الأسد الأبيض فهو مصاب بـ [ Leucism ] وليس بالمهق. حيث تظهر أعين الحيوانات المصابة بالمهق ورديّة وذلك بسبب لون خلايا الدم الحمراء في الأوعية الدمويّة في شبكيّة العين والذي يظهر بوضوح بسبب عدم وجود صبغة تخفي ذلك.

تُستخدّم العينّات المصابة بالمهق من بعض الأنواع كنماذج حيّة لإجراء التجارب والإختبارات عليها، مع أن بعض الباحثين والأطباء يقولون بأنها ليست الخيار الأفضل دائماً. من تلك الأنواع فئران الـ BALB/c وفئران سبراغ داولي وفئران ويستار. كما استخدمت الأرانب المصابة بالمهق تاريخياً في اختبارات درايز.

نسبة حدوث المهق في الأسماك يمكن زيادتها إذا ما تم تعريض البيض للمعادن الثقيلة ( الزرنيخ والكادميوم والنحاس والزئبق والزنك والسيلينيوم ).

السفع : 
وهو النقيض للمهق، حيث هو تطوّر للصبغة السوداء في جلد الحيوان وملحقاته، ويعد مصطلح السفع الترجمة للكلمة الإنجليزية [ Melanism ] وهي مشتقة من الكلمة اليونانية [ μελανός ] والتي تعني الصبغة السوداء.

يؤثّر السفع كما المهق في التمويه ولكن الأخير بشكل أفضل حيث الأجسام السوداء أكثر اندماجاً مع البيئة وأقل سهولة في الملاحظة، فأصبحت بعض الحيوانات المصابة بالسفع أقل وضوحاً لمفترسيها، والأخرى لفرائسها. فساعدت النمر الأسود مثلاً على الصيد في الليل من دون أن تلاحظه فرائسه وجعلت منه مفترس أفضل ليلاً.

النمر الأسود | .