-->

أكثر 10 أماكن غامضة في المحيطات


تُشير التقديرات إلى أننا لا نعرف سوى 230.000 من أصل مليوني نوع حي في المحيطات - فأين يختبيء الباقي يا تُرى ؟ .. فهل بعض هذه الأماكن الغير مستكشفة في البحار يمكنها أن تحمل الإجابة ؟
في الواقع - نحن نعلم عن الفضاء الخارجي أكثر مما نعلمه عن محيطاتنا ؛ نحن لدينا خرائط أفضل للمريخ والزهرة من قاع البحر !
وإليكم أكثر الأماكن غموضاً في أعماق البحار في كوكبنا ...
1- تحت الجرف الجليدي في بحر روس - أنتاركتيكا

- قام عدد قليل من فرق البحث الجريئة بحفر مئات الأمتار عبر الجرف الجليدي الأكبر في العالم في بحر روس ، وقد وجد الباحثون مجموعة غامضة من الأنوع التي تعيش تحت هذا الجرف - بما في ذلك الأسماك والقشريات .
مجموعة العلماء قاموا بإرسال روبوتاً تحت الماء لاختبار المكان , حيث عثروا على شقائق النعمان التي نمت تحت الجرف الجليدي والذي لم يُرى مثلها من قبل ، كما شاهد العلماء سمكة تسبح مقلوبة رأساً على عقب !
لا أحد يعرف حتى الآن كيف وصلت تلك الكائنات إلى هناك ، وكيف نجت في ظل تلك الظروف القاسية ، ومع ذلك - قد يكون لهذه المخلوقات المراوغة آثار كبيرة على البيولوجيا الفلكية ، لأن العلماء يعتقدون أن الجرف الجليدي في أنتاركتيكا له ظروف مماثلة ليوروبا - أحد أقمار كوكب المشترى - مما يُشير إلى أن الحياة الأرضية قد تكون قادرة على البقاء في مثل هذه البيئة المتجمدة .
على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل جداً عن تلك المخلوقات البحرية بعيدة المنال ، إلا أن الباحثين يأملون في العودة إلى الجرف الجليدي باستخدام روبوت أعيد تصميمه لمزيد من الدراسة .
2- حافة جاكل


- تقع حافة جاكل في وسط المحيط القطبي الشمالي بين جرينلاند وسيبيريا , ويبلغ طولها حوالي 1.800 كيلو متراً , وهي أعمق سلسلة تلال في منتصف المحيط في العالم , ويصل عمقها إلى نحو ثلاثة أميال , لذا ليس من المفاجيء أن تكون أحلك أماكن هذه الحافة غير مستكشفة إلى حد بعيد - وعلى الرغم من ذلك - فإن السلسلة الجبلية للحافة تحت الماء هي المكان الذي وجد فيه العلماء أول الفتحات الحرارية المائية في القطب الشمالي ، فقط في عام 2003 .
تُعتبر الفتحات الحرارية المائية نقطة ساخنة للكائنات الحية , حيث تمثل تلك المناطق وما يحيطها أماكنا لبيئة حيوية تعيش عليها أحياء من انواع خاصة ، حيث تصل كثافة الكائنات الحية في تلك الأماكن نحو 100000 مرة أكثر من المحيط الذي يحيط بها ، ومع عزل تلك الكائنات الموجودة في سلسلة جبال جاكل عن المحيطات الاخرى ، فمن المحتمل أن تحتوي الفتحات على انواع لا توجد في أي مكان آخر في العالم .
في عام 2007 ، أجرى الباحثون مهمة AGAVE (رحلة القطب الشمالي Gakkel Vents) ، حيث اكتشفوا كميات كبيرة من الرواسب البركانية ، التي ظهرت على شكل هياكل تُشبه الزجاج في قاع البحر .
استخدمت المجموعة روبوتاً تحت الماء لاستكشاف المنطقة ، حيث وجدوا كميات كبيرة من الحياة الميكروبية .
3- منطقة انغراز كاسكاديا

- هناك العديد من الأماكن حيث ينطلق غاز الميثان من خلال تشققات في قاع البحر تُعرف باسم " التسربات الباردة " - وبشكل مثير للدهشة تميل درجات الحرارة عند تلك التسربات الباردة إلى أن تكون أكثر دفئاً قليلاً من المحيط المحيط بها ، ولهذا السبب فإن التسريبات تلك تستضيف مجموعة كاملة من الأنواع البيولوجية .
وفي الآونة الأخيرة - عثر فريق Ocean Exploration Trust على 500 من هذه التسربات الباردة قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة ، في منطقة كاسكاديا ، حيث ينطلق الميثان من تشققات في قاع المحيط محدثاً فوراناً .
وجد الباحثون حيوانات غير معروفة تعيش هناك مثل بلح البحر مع البكتيريا التي تعيش في خياشيمه ، والتي تقوم بتسخير الطاقة من الميثان الفقاعي
.لا يزال مكان نشأة الميثان لغزاً أمام العلماء , ولكن من المفترض أنه ينتج عن نشاط جيولوجي تحت المحيط الهادي .
أما الأمر الآخر المجهول - فهو التأثير الذي سيُحدثه هذا الميثان المتصاعد على تركيزات الميثان في الغلاف الجوي ، والبيئة بشكل عام ، حيث أن الميثان يُعتبر من الغازات الدفيئة .

4- الشعاب المرجانية في جرينلاند


- في عام 2012 ، عثر الباحثون على الشعاب المرجانية العميقة أثناء أخذ عينات من المياه على عمق 900 متر قُبالة رأس بريل على الساحل الجنوبي لجرينلاند .
أدرك الطاقم أولاً أن هناك شعاباً تحت المياه عندما قاموا بإنزال معداتهم إلى أعماق المياه وحطمها المرجان .
غَضِب الفريق في البداية بسبب تدمير معداتهم ، ولكن سرعان ما أصبح الفريق متحمساً عندما أدركوا ما يكمن تحت المياه .
لا يُعرف أي شيء تقريباً عن الشعاب المرجانية في جرينلاند ، إلا أن شعاب المياه الباردة المماثلة في النرويج يبلغ عمرها 8000 عام .
على عكس الشعاب المرجانية الموجودة في المياه الاستوائية ، فإن الشعاب المرجانية الموجودة في المياه الباردة قادرة على النمو في الماء بدرجة حرارة منخفضة تصل إلى 4 درجة مئوية ، وفي ظلام دامس ، هذا لأنه على عكس أقاربها المدارية ، لا تعتمد الشعاب المرجانية في المياه الباردة على ضوء الشمس للحصول على الطاقة ، بل تتغذى على العوالق الحيوانية التي جلبتها تيارات المحيطات إلى الشعاب المرجانية .
وبسبب العمق الذي تم العثور فيه على الشعاب المرجانية ، لا يزال الكثير من الغموض يُحيط بالشعاب المرجانية بالمياه الباردة ، والحيوانات التي تعيش فيها .
5- المنطقة العميقة في خندق تونغا

- المنطقة العميقة في خندق تونغا , يُرجح أن تكون ثاني أعمق مكان على سطح الأرض ( 150 متراً فقط ضحلاً ) بعد خندق ماريانا .
وجد العلماء أن هذا الخندق هو موطناً لمجموعة من الكائنات الغريبة في منطقة الأخاديد القاعية العميقة ، مثل قناديل البحر ، وخيار البحر ، وغيرها .
يقع الخندق بين صفيحة المحيط الهاديء والصفيحة الهندية الأسترالية ، في جنوب المحيط الهاديء , وعلى عمق يصل إلى 10 كيلو مترات في بعض النقاط .
6 - فتحة فون دام الحرارية

- تم اكتشاف هذه الفتحات الحرارية المائية الغريبة المتكونة من التلك (سيليكات المغنسيوم ) في عام 2010 ، مع برج يصل إلى 75 مترًا من قاع البحر، وعادةً ما تتكون الفتحات الحرارية المائية من مركبات الكبريتيد .
يُعدّ حقل Von Damm جزءاً من نظام سلسلة من التلال التي تمر عبر منتصف المحيط داخل البحر الكاريبي ، ولا يزال 75% منها قيد الاكتشاف .
تُعد الحيوانات التي تعيش حول تلك الفتحات الحرارية متنوعة ووفيرة ، وقد تم بالفعل اكتشاف 500 نوع حيواني جديد في مناطق المخارج المائية الحرارية داخل نظام التلال في منتصف المحيط ، فتتدفق أعداد هائلة من الروبيان على تلال التلك ، حيث يتم إنبعاث المعادن من الفتحات الحراراية المائية .
يمكن أن تصل درجات المياه الخارجة من الفتحات الحرارية إلى 200 درجة مئوية ، كما ينقل هذا الحقل الحراري حوالي 500 ميجا وات من الطاقة إلى البحر .
7- جبل كارتر البحري

- كارتر هو واحداً من الآلاف من الجبال البحرية التي تشكلت من البراكين الخامدة تحت الماء , وقد تمت دراسته لأول مرة بالتفصيل في عام 2013 من قِبل فريق من جامعة بريستول .
يرتفع هذا الجبل البحري إلى 200 متر تحت سطح المحيط الأطلسي , ويغطيه نظام بيئي غنيّ من المرجان والإسفنج.
تُشير التقديرات إلى وجود أكثر من مليون من البراكين البحرية ، ولا يزال العديد منها نشِطاً ،في المناطق الساخنة في جميع أنحاء العالم .
تُعدّ الجبال البحرية واحدة من أكثر النظم البيئية البحرية شيوعاً ، وتجذب مجموعة متنوعة من الأسماك المرجانية والثدييات - لسوء الحظ - في السنوات الأخيرة انخفض تنوع الأنواع الموجودة في الجبال البحرية بسبب الصيد الجائر ، ولا سيما الصيد بشباك الجر في قاع البحر .
8- شق سيلفرا

- شق سيلفرا - يقع في وسط أيسلندا ، وهو المكان الوحيد الذي يمكنك السباحه فيه بين قارتين ، ففي هذا المكان تلتقي الصفائح الأوراسية وصفائح أمريكا الشمالية ، مما يخلق شقاً يصل عمقه نحو 36 متراً ، ويزيد اتساع الشق بمقدار 2 سم كل عام ،مما يؤدي إلى زيادة الضغط بين الألواح والأرض .
يُزعم أن المياه عذبة جداً في تلك المنطقة ، في الواقع تُعتبر المياه هناك أوضح مياه على وجه الأرض ، حيث يمكنك أن ترى نحو 100 متر تحت سطح الماء بوضوح في تلك المنطقة , ونتيجة لذلك فإن هذا الشق هو مكان شهير للغطس والغوص - على الرغم من أن درجة حرارة الماء تصل إلى 2 درجة مئوية .
الماء داخل الشق نظيف بشكل خاص حيث يتم ترشيح الماء الجليدي من خلال الصخور المسامية ، مما يجعله نظيف بما يكفي لأن تشربه مباشرة ً .
9- الشعاب في منطقة الشفق في جزر شاغوس

- تمت دراسة عدد قليل جداً من الشعاب المرجانية في العالم والتي توجد على عمق أكثر من 40 متراً .
في جزء من المحيط يُعرف باسم منطقة الشفق Twilight zone ، تتكيف موائل الشعاب المرجانية التي توجد في تلك المنطقة مع مستويات ضوئية منخفضة للغاية ، وعلى الرغم من أن العديد من أنواع الشعاب المرجانية الموجودة في منطقة الشفق يمكن العثور عليها أيضاً في المياه الضحلة إلا أن العديد منها له أشكال مميزة لتلائم نقص الضوء .
في المحيط الهندي النائي في وسط المحيط ، يمكن للشعاب المرجانية العميقة في جزر شاغوس أن تساعد المناطق الضحلة على التعافي من تبيض المرجان .
يحدث التبيض عندما تتعرض البيئة المرجانية إلى التوتر في موائلها سواء بسبب تغير درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ ، أو تغيرات في الملوحة ، أوانخفاض أعداد العوالق الحيوانية ، أو تغيرات في كيمياء الماء .
وعلى الرغم من أن المرجان المبيَّض لا يموت بسبب هذا ، ولكنه يبقى معرضاً لخطر أكبر للتلف ، والشعاب المرجانية ذات المياه الضحلة معرضة اكثر للتبيض بسبب التعرض لأشعة الشمس ، ولكن توفر الشعاب المرجانية في منطقة الشفق ملجأ للانواع الضحة التي قد تتعرض للتهديد .
يقتصر استكشاف المنطقة على بُعد الجزر ، وحتى وقت قريب كان يقتصر الغوص على 25 متراً ، لذا لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن الشعاب المرجانية في منطقة الشفق .
10 - الفجوات الصخرية في شبه جزيرة يوكتان - المكسيك

- هناك الآلاف من الفجوات الصخرية المنتشرة في جميع أنحاء جزيرة يوكاتان بالمكسيك ، ووجودها هو سمة مميزة للمنطقة بقدر ميزتها الجيولوجية الفريدة .
تتميز شبه جزيرة يوكاتان بأنها متكونة في الأساس من الحجر الجيري , والحجر الجيري هو من نوع الصخور القابلة للذوبان ، لذا فبعد تعرض المنطقة لمياه الأمطار على مدى فترات طويلة من الزمن - ربما آلاف السنين - ذاب الحجر الجيري في النهاية ليُشكل أطول نظام كهفي تحت الأرض في العالم ، وامتلئت تلك الكهوف بالمياه الجوفية التي تكونت من الأمطار .
ولطالما أحاط تلك الكهوف المائية في شبه الجزيرة المكسيكية الغموض .. حيث أُعتبرت تلك الفجوات الصخرية آبار مقدسة من قِبل شعب المايا ، الذين اعتادوا على الإعتقاد أن تلك الكهوف هي مداخل للحياه الآخرة والقوى الروحية ، ولا يزال الكثير منها غير مُستكشف ، ومع ذلك بدأ الغواصون في رسم خريطة لمسطحات المياه الجوفية التي تصل إلى 60 ميلاً في تلك المنطقة .