مي سليم.. عندما أطلقت "الوحش" الكامن بداخلها في حواديت الشانزليزية




"فتنة" أو مي سليم، الحقيقة أنني هناك بعض الأدوار التي لا أتفق مع مي في تجسديها، ولكنها تظل فنانة أراها تتجدد باستمرارـ تطور من أدائها، من تقمها وفهما وتعاملها مع الشخصية، ومن روح الشخصيات التي تقدمها لذلك أصبحت لا تدري أي جانب ينتمي لها، وأيهما بعيد عنها، وذلك يعكس تطورها التام في التعامل مع الشخصيات التي تقدمها.


مي سليم في مسلسل "حواديت الشانزليزية" أصابتني بدهشة كبيرة، في الحقيقة بالفعل أدهشتني لإتقانها الدور، وكم التفاصيل الكبير في الشخصية، وقدرتها على إيصال هذا الذكاء الفطري الذي يمتاز به بعض البسطاء، والحب الي رأته، مشاعر الحب كانت صادقة للغاية في تجسيدها، وتمتلك عفوية مبهرة، فحرفيًا قلائل من يمتلكون تلك العفوية والبساطة في الأداء، بل يمكن أن نقول أن عفويتها هو مفتاح أدائها الذكي.
فتنة شخصية بسيطة متقلبة المشاعر، لا تجد الحب ببساطة، ناقمة، وحالمة، وطيبة، وشريرة، بالفعل هي جسدت شخصية بها هذا الكم من المتناقدات، واستطاعت أن تمرره للمشاهد، وأن تجعله يلمسه، ويشعر به، وهذا ما يمكن أن يكون صعوبة الدور، فالدور يبدو بسيط ، ولكن مع التوغل في فتنة، تجدها واحدة من أصعب الشخصيات في العمل، وإن كانت الأصعب على الإطلاق، نظرًا للتحول الكبير الذي تشهده الشخصية، والمشاعر المتناقدة التي ظهرت في تلك الشخصية.


هناك أيضًا ما جذبني في شخصية فتنة تحديدًا، هناك روح هذه الحقبة الزمنية في تلك الشخصية تحديدًا، أي ان شخصية فتنة تشعر بها بروح أفلام الأبيض والأسود، فتشعر أنها واحدة ممن عاصروا هذا العالم وعاشوه، بالفعل هناك مئات الأعمال التي أظهرت لنا تلك الحقبة، ولكن روح الحقبة حملتها فتنة بشكل منفرد، وكأنها عاصرت هولاء، ولكنها لم تكن تشبه أي فنانة، فكان هناك دلال هند رستم، وبساطة شادية، وروح سعاد حسني، وجبروت نادية لطفي، كانت تركيبة مختلفة، واستطاعت أن تتفوق على ذاتها في هذا العمل.


في النهاية: قد أكون ممن أخطأوا في حق مي سليم كوني لم أقدر هذا الكم من الموهبة، أو أن هناك وحش تمثيلي كامن بداخلها قرر الخروج في هذا الوقت، لنشهد على نقلة في أداء مي تستحق الثناء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال