درة- حينما جسدت القهر في شخصية.. وأضاءت في "يوم وليلة"






هناك نوعية أفلام ننتظرها سنوات حتى نتعثر بها في السينما، وهذا العام تعثرت في فيلم "يوم وليلة" والذي تعامل مع طبقة المجتمع بشكل عرضي فرأينا واقع المجتمع من خلال كافة الطبقات والشخصيات بمختلف انتمائهم، وديانتهم، وميولهم، ومهناتهم، وحتى أعمارهم، والحقيقة أن كان هناك أدوار مضيئة في العمل كثير ومنها دور درة، والتي جسدت دور ممرضة تدعى ميرفت، والحقيقة أن الشخصية كانت مضيئة ومختلفة، وصعبة.


شخصية ميرفت كان بها تكوين مختلف عن الكثير من أدوار درة في السابق، ولكل في بناء الشخصية أرادت درة من المشاهد أن يتفهم طبيعتها وتمكنت بذلك من خلال مشهد واحد، وقدمته بقدرة تمثيلية كبيرة، فكانت فتاة تصارع الحياة، وتصارع الظروف، وزوج لا يهتم لها ولا لطفلها، وزاد على تلك الصراعات صراعها مع يطمعون بها، ويستغلوها طوال الوقت.


الشخصية كانت ترغم على أفعال لا ترضى بها لأجل المال، فهي تعول بيتًا كاملا، من بينهم شقيق ضاقت عليه الدنيا، وزوج قرر أن يرميهم هي وطفلها، ألا أنها تحلم بأن أن ينشأ نجلها نشأ مختلفة حتى لا يتشبه بهم.


الشخصية التي جسدتها درة شخصية نرى مثلها مئات بل آلاف الشخصيات، ربما لا يشبهونها حرفيًا، ولكن تجد في تكوينها الكثير منها، ولكن يظل الدور صعب للغاية، فهو يحكى عن فتاة مقهورة، لا يقوى صوتها على أن يعلوا حتى رافضًا للظلم الذي تتعرض له، فكما لو كانت كسرتها الدنيا ونالت منها ما نالت فلم يعد يقوى صوتها على أن يرفض الظلم، أعتدته، وعاشت في الحياة كما يقولون إنسان من الدرجة الثانية، وهو ما أنعكس على انفعالاتها، وانكسار خطواتها، وتهدج صوتها في الحديث، وتقبلها للظلم.


ولكن يظل المشهد الذي لا يزال في ذاكرتي، وهو بالنسبة لي من أهم مشاهد الفيلم، وأهم مشهد لدرة في العمل، وأيضًا أعتبره تمرد على أي مشهد قدم في السينما من قبل يشبهه، ففي أحد المشاهد يحاول أحمد الفيشاوي الاعتداء عليها تحت تهديد السلاح، المختلف في هذا المشهد أن حالة الاستسلام والقهر والظلم الذي تتعرض له الشخصية في حياتها ظهرت في هذا المشهد، فكانت مقاومتها دموعها، فهي الوحيدة التي لم تتمكن من تحمل الظلم بهذا الشكل، فكان مشهد نفسيًا صعب للغاية، ويصعب تجسيده ليظهر بهذا الكم من المشاعر والأحاسيس والتصديق، إلا أن درة قدمته ببراعة شديدة وتصديق كبير للشخصية.


في النهاية: درة تتنوع في أدوارها بشكل لافت، وتختار الدور الذي يقدمها بشكل مختلف، وكأنها تعيد اكتشاف نفسها باستمرار، فتقدم الكوميدي، والتراجيدي، والأرستقراطية، وحتى البسيطة، هذا التنوع يجعلها فنانة لا يمكن تصنيفها بنوعية أعمال، قدر تصنيفها أنها نجمة من طراز مختلفز
أحدث أقدم

نموذج الاتصال