قراءة الأفكار من خيال علمي إلى حقيقة واقعة
![]() |
الصور الأصلية والصور التي بناها البرنامج معتمدا على نشاط الدماغ |
وهذه العملية التي وصفناها حتى الآن ليست إلا المرحلة الأولية لتدريب الذكاء الاصطناعي على تكوين ما يكفي من التطابقات ما بين نشاط الدماغ وشيفرة الوجوه، أما المرحلة الثانية فكانت بمثابة الاختبار الحقيقي لنتائج هذه التجربة الرائدة حيث عرضت على نفس المتطوعين وجوه مغايرة تماما كما أن رؤوسهم كانت موصولة فقط بجهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي لمعرفة شكل الوجوه معتمدا على نشاط دماغ المشاركين فقط.ثم طلب من المشاركين رؤية وجه، ثم الاحتفاظ به في ذاكرتهم، ومن ثم جعل برنامج الذكاء الاصطناعي يعيد بناء صورة الوجه استنادا إلى ذكرى الشخص حول شكل الوجه.
![]() |
برايس كول "النتائج لا زالت بعيدة عن الكمال لكن التكنولوجيا تتقدم أسرع مما يعتقد الجميع" |
وكانت الحصيلة أن الذكاء الاصطناعي تمكن من إعادة بناء الوجوه استنادًا على نشاط منطقتين منفصلتين من الدماغ: احداهما التلفيف الزاوي Angular gyrus، وهي منطقة تساهم في عدد من العمليات المتعلقة باللغة، ومعالجة الأرقام والوعي بالأماكن وتشكيل الذكريات الحية، وكانت المنطقة الثانية هي القشرة القذالية الصدغية occipitotemporal cortex، والتي تعالج الإشارات البصرية.
قال برايس كول Brice Kuhl رئيس الفريق "الكل يمكن أن يلاحظ أن النتائج لا زالت بعيدة عن الكمال لكن التكنولوجيا تتقدم أسرع مما يعتقد الجميع بحيث يمكن في المستقبل رصد ضخ الدم في العصبونات على كتل أصغر وأصغر كما أن الخوارزميات ستتطور أيضا بموازاة مع ذلك حينها سيتمكن العلماء من قراءة المخ بشكل دقيق جدا، كما حصل مع الشاشات الفائقة الدقة ومن المؤكد بأن هذا النوع من التكنولوجيا ستستخدم في أشياء إيجابية وأخرى سلبية ، كفهم أمراض المخ كمثال السكتة الدماغية والخرف، ومن الممكن أن تساعد في بناء كمبيوترات متصلة بالدماغ وأيضا ستكون طريقة للتعامل مع البكم، أما من الناحية السلبية، فقد تستخدم هذه التكنولوجيا في الاستجوابات والتحقيقات وغيرها، ومنها ما سيستخدم في تصوير الأحلام، ولا ندري إن كان ذلك سيقضي على الخصوصية أم أننا سنتأقلم مع الأمر كما تعودنا دائما."
The Journal of Neuroscience