ألف ليلة وليلة..الأسطورة القصصية

تعود أقدم مخطوطة وصلت إلينا من ألف ليلة وليلة إلى القرن الحادي عشر الهجري. وقد كُتبت بلغة أقرب للعامية ومسجوعة أحيانًا، وتتجه بخطابها القصصي إلى الإنسان العادي، ولم تتقيد بقواعد النحو العربي، ولم يُعرف لها مؤلف. ولذلك عُدَّت أدبًا شعبيًا.
تصور ألف ليلة وليلة حياة الحكام والتجار وحياة الفقراء والكادحين، وتشيع فيها أجواء العجائب وعوالم الغرائب.
ويشكل انتصار الخير على الشر محورًا أساسيًا في هذه الحكايات التي تكتظُّ بأجواء السحر وعوالم الجن. ففي حكاية مصباح علاء الدين، يتحول الشاب المتواضع علاءالدين بمساعدة الجني إلى ثري، يتغلب على الوزير الشرير، ويتزوج من ابنة السلطان. ويتكرر في هذه القصص تحول البشر بفضل السحر إلى حيوانات مختلفة. وتكثر فيها قصص المغامرات المثيرة، مثل رحلات السندباد، وما شاهده من عجائب المخلوقات مثل طائر الرخ، والسمكة التي التبس أمرها على الملاحين فرسوا عليها ظنًا منهم أنها جزيرة في البحر.
وظهرت أول طبعة عربية لألف ليلة وليلة عام 1814م عندما طُبعت في كلكتا، ثم طُبعت في القاهرة بمطبعة بولاق عام 1835م. وفي عام 1984م صدرت طبعة محققة قام بها د.محسن مهدي. وفي عام 1990م، صدرت ترجمة إنجليزية اعتمدت نسخة الدكتور محسن مهدي قام بها حسين هنداوي. كما أصدر أندريه ميشيل وجمال الدين بن الشيخ ترجمة جديدة لألف ليلة وليلة باللغة الفرنسية عام 1993م.
يظهر تأثير ألف ليلة وليلة واضحًا في الأعمال الأدبية والفنية التي أبدعتها مخيلة الفنانين والأدباء. فعلى سبيل المثال، كتب توفيق الحكيم مسرحية شهرزاد، ووضع رمسكي كورساكوف سيمفونيته شهرزاد عام (1887م)، واستلهمها تنيسون وخليل حاوي في بعض قصائدهما، وظهر أثرها في قصص إدجار ألن بو وجون بارث وجبرا إبراهيم جبرا، وغيرهم. وفي مجال الرسم، ألهمت إدموند دولاك، وتحولت بعض حكاياتها إلى أفلام منها فيلم علاء الدين (1992م). واهتم بها الباحثون، وكُتب حولها العديد من الدراسات الجامعية مثل: أطروحة الدكتورة سهير القلماوي، التي أشرف عليها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وأطروحة فريال غزول، التي أشرف عليها تودوروف.