شيطان فى كل بيت .. يدمرعقول الاطفال ويدفعهم للعنف والانفصال عن الواقع



شيطان فى كل بيت يدمرعقول الاطفال ويدفعهم للعنف والانفصال عن الواقع

تتزايد مخاوف الآباء من انشغال أبنائهم بألعاب الكمبيوتر ومن حين لآخر تظهر لعبة جديدة يتداولها الصغار على مواقع التواصل الاجتماعى وكلها ألعاب تثير الخوف, فالأطفال ليس لديهم دراية كافية بمخاطر تلك الألعاب لكن روح المغامرة وحب التجربة يدفعهم للعب, وعلى الرغم من وجود بعض الألعاب التى تنمى القدرات العقلية, الا ان هناك ألعابا أخرى خطيرة تحول الطفل لشخصية عنيفة. تشير الدراسات الحديثة إلي أن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطراً من أفلام العنف التليفزيونية لكونها تحقق «التفاعلية» بينها وبين الطفل, كما تعتمد على اعطاء أوامر للطفل وتطلب منه ان يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها.
وحذرت دراسة من أن أعراض الإدمان المرضى على ألعاب الفيديو قد تسبب اضطرابات النوم والفشل على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة، وحدوث الكسل والخمول والعزلة الاجتماعية لدى الأطفال بالإضافة الى التوتر الاجتماعى وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد.
متعة قاتلة
جذبت متعة الألعاب الالكترونية انتباه الصغار والشباب بعد ان اصبحت من اهم وسائل التسلية، التى شكل بعضها خطورة خاصة ألعاب التحدى التى أصبحت تهدد حياة الكثيرين وبالفعل فقد العديد من الأطفال حياتهم تنفيذاً لأوامر اللعبة، كلعبة بوبجى ومريم وجنية النار التى تشجع الاطفال على اللعب بالنار، حيث توهمهم بتحولهم الى مخلوقات نارية باستخدام الغاز فى المطبخ، وتطلب منهم التواجد منفردين فى الغرفة وحرق أنفسهم ليتحولوا الى «جنية نار»، وهناك ايضاً لعبة الحوت الأزرق وهى من أشهر ألعاب التحدى التى أدت لانتحار العديد من الأطفال والشباب.
حذرت دار الافتاء المصري مؤخراً من تلك الألعاب الخطيرة وطالبت أولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم، والحرص على معرفة الألعاب التى يلعبونها لوقايتهم من شر هذه الألعاب على حد وصفهم واصدر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بياناً بشأن لعبتى «مومو» و«بوبجى»، تضمن نصائح لأولياء الأمور لمتابعة ذويهم ويطالب العلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعى العام بخطورة هذه الألعاب ويهيب بأولياء الأمور والجهات المختصة الى منع هذا النوع من الألعاب. وقدم الأزهر نصائح لجميع فئات المجتمع تساعده على تحصين أبنائهم، وتنشئتهم تنشئة سوية، أهمها ضرورة متابعة الأبناء بصفة مستمرة، ومراقبة تطبيقات الهواتف وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم والأنشطة الرياضية مع الحرص على مشاركة الأبناء فى أمورهم الحياتية، وتوجيه النصح لهم.
معاناة
وعانى أولياء الأمور من عدم قدرتهم على منع اطفالهم من استخدام الألعاب الالكترونية التى اصبحت تشغل حيزا كبيرا فى حياتهم ما أثر سلباً على سلوكياتهم وتصرفاتهم داخل المنزل، هذا ما أكدته رشا محمد خليل ـ محاسب ـ بعد ان وجدت صعوبة فى التعامل مع طفلها الذى يبلغ من العمر «7 سنوات»، والذى يقضى يومه ما بين شاشة الكمبيوتر و«السايبرات» حتى تحول من شخصية هادئة الى طفل عنيف، يرفض التعامل مع اخوته، كما يرفض أى تجمعات أسرية وأصبح يميل للعزلة ويصر على تناول طعامه اثناء اللعب أما الكمبيوتر،
وعندما حاولت منعه يرفض بشدة ويظل يبكى طوال اليوم، نفس الأمر تكرر مع أسماء سيد ـ مهندسة ـ والتى اكدت ان انشغالها فى العمل جعل اطفالها يبحثون عن وسيلة للترفيه ولم يجدوا سوى الألعاب الالكترونية وتقول: عندما علمت ان هناك ألعابا تهدد حياتهم بالخطر مثل ألعاب التحدى قمت بمنعهم من الجلوس امام تلك الألعاب، لكننى لا أستطيع منعهم خلال فترات تواجدى بالعمل، وتلك الأزمة تعانى منها كل أم خلال الإجازة الرسمية.
أما داليا صلاح مدير المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة بالاسكندرية، فأكدت ان تلك المشكلة تعانى منها كل أسرة مصرية، يؤثر تعامل الأطفال مع الإنترنت والوسائل التكنولوجية الحديثة على شخصية الطفل، فيؤدى لمزيد من العنف لدى الأطفال، كما ان تعلقهم بها يؤثر على سلوكياتهم وتصرفاتهم، ويعرضهم للخطر، هذا فضلاً عن ان هناك فئات معينة من سن «13» الـ15 عاماً» يتم استقطابهم واستهدافهم فى أعمال خطيرة مثل الاتجار بالبشر أو الاتجار الجنسى، وترى أن كثرة التعامل مع تلك الوسائل تجعل الطفل أكثر عنفاً وهناك بعض الألعاب التى تجعل الطفل يتسبب فى ايذاء نفسه، وسبق ان حدثت حالات انتحار للبعض بسبب ألعاب الانترنت، هذا فضلاً عن التأثير السيئ على سلوكياتهم داخل المنزل، فضلاً عن ان المخ يظل مستيقظاً حتى فى فترات النوم نتيجة للتواصل المستمر امام تلك الأجهزة وعند الاستيقاظ تحدث حالة من التوهان لدى البعض. وتنصح داليا صلاح الأمهات بمحاولة تنمية قدرات الاطفال فى أعمال ايجابية واشراكهم فى الأنشطة الرياضية لإخراج طاقتهم. وأضاف: مع الأسف نجد أن جلوس أولياء الأمور أمام الفيس بوك لفترات طويلة فى المنزل يجعلهم قدوة لأبنائهم، وهناك بعض الأسر تحاول منع استخدام وسائل التكنولوجيا فى المنزل لمدة ساعة يومياً، كمحاولة لعودة الترابط الأسرى مرة أخرى، وفتح حوار أسرى لمعرفة مشاكل أفراد الأسرة، ولكن مع الأسف مازلنا نكتشف ألعابا جديدة كل يوم على الانترنت تدفع الأطفال لإيذاء أنفسهم، وتدفعهم للإدمان الالكترونى!
أحدث أقدم

نموذج الاتصال