كواليس النهاية المأساوية لـ مطربة الملوك!



كواليس النهاية المأساوية لـ مطربة الملوك!

ربما لم تكن تسمع عنها من قبل؛ لكن مشوارها الفنى الطويل، الذى بدأته فى سن الخامسة من عمرها، وتحديدا عام 1935، يستوجب علينا أن نسلط الضوء عليه فى السطور القادمة، وخصوصًا مع احتفال محرك البحث جوجل بالذكرى الـ 98 لميلاد الفنانة والمطربة العراقية عفيفة إسكندر.


مطربة الملوك
أحلام "فاتنة بغداد" أو كما تعرف بـ مطربة الملوك، لم يكن لها حد، وقد استطاعت بذكائها وفنها، أن تكون "المغنية الأولى فى العصر الملكى"؛ فأسرت قلوب الملوك، والأمراء، والرؤساء فى عصرها، حيث كانوا يطلبون ودها، ويستمتعون بسماع صوتها، بل وصل بهم الأمر إلى المواظبة على حضور حفلاتها مهما كلفهم الأمر.
وكان الملك فيصل الأول، من أشد عشاق صوت المطربة البغدادية، وعلى نهجه سار الملك فيصل الثانى، كذلك الأمر بالنسبة لعبد الكريم قاسم أول حاكم عراقى بعد الحكم الملكى، كما كان لها مكانة خاصة فى قلب نورى السعيد، رئيس وزراء العراق الأسبق.
مواهب متعددة
ومع تعدد مواهبها، التحقت بعالم التمثيل، وكان لها الكثير من المشاهد المؤثرة، لعل أبرزها فى فيلم "يوم سعيد" و"القاهرة ـ بغداد" و"ليلى فى العراق"، واختتمت مشوارها التمثيلى فى عام 2011 حيث كانت تبلغ الـ 90 عامًا، عندما شاركت فى مسلسل "فاتنة بغداد".
ألقاب بالجملة
أطلق على الفنانة العراقية الأصل، أكثر من لقب، تعبر فى مجملها، عن روعة أدائها، حيث كان أول لقب أطلق عليها "منلوجست"؛ كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية، وأيضًا سميت بـ جابركلى، وتعنى "المسدس سريع الطلقات"، أما لقب إسكندر، فأطلق عليها، عقب زواجها وهى فى سن الـ 12 من رجل عراقى أرمنى يدعى إسكندر اصطفيان ـ فنان وعازف ـ ومنه أخذت اللقب.


نهاية مأساوية
فى عام 2003 ترددت الكثير من الشائعات، حول وفاة صوت العراق الأول، لغيابها عن الساحة الإعلامية تمامًا، بسبب شدة مرضها، لكنها كذبت كل هذه الشائعات، بظهورها مرة أخرى فى المنتديات والمهرجانات، لكن على كرسى متحرك.
وفى الثلث الأخير من شهر أكتوبر لعام 2012، رحلت عفيفة إسكندر عن الحياة، بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى مدينة الطب فى العاصمة العراقية بغداد.
عانت "إسكندر" كثيرًا فى نهاية حياتها، حيث اشتد عليها المرض، حتى منعها تمًامًا من الوقوف، وصارت حياتها مرتبطة بالفراش ـ فى شقتها الصغيرة المستأجرة ـ كما زادت التداعيات الصحية، ما بين هبوط فى الدورة الدموية، ونزيف فى المعدة، وغيبوبة مترددة.
وبعد 91 عامًا، عاشتهم مدللة ـ باستثناء الفترة الأخيرة ـ رحلت فاتنة بغداد دون أن تترك "فلسًا" واحدًا، بعدما أنفقت ثروتها بالكامل على مرضها، وفقدت الغالى والنفيس أثناء شيخوختها، بل وصل الأمر إلى أنهم لم يجدوا أهلاً لها فى بغداد، حتى يوارى جثمانها الثرى، فتم نقل الجثمان إلى مدينة "بعقوبة" بمحافظة ديالى، حيث كانت توجد مقبرة هناك يقال إنها للعائلة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال