-->

حمالة الصدر التي فاجأت العالم


 تسارعت وتيرة المنافسة بين الشركات المتخصصة في المنتجات الموجهة للمرأة في سبيل تحقيق حملات إعلانية ناجحة تنتشر بسرعة على وسائل التواصل الإجتماعي.
وأطلقت الشركات،ذات الخبرة في استخدام التكنولوجيا، خلال الشهور الأخيرة حملات متنوعة من بينها على سبيل المثال إعلانات عن بنطال ضيق لإبراز المؤخرة، وأغطية هواتف مضيئة تتيح التقاط صور ذاتية “سيلفي” أفضل، وحتى حمالة صدر لاصقة لإعطائه شكلا أفضل.
ومن بين الحملات الرائجة أيضا، إعلان عن حمالة للصدر، تسمى منشفة تاتا أو “Ta-Ta Towel” وهي عبارة عن فوطة ماصة للبلل تغطي فقط ثديي المرأة والتي اعتبرها البعض للوهلة الأولى السلعة الأكثر مدعاة للضحك التي يتم الإعلان عنها حتى الآن.
ووصف البعض الحمالة بأنها “أرجوحة غريبة للثدي”، وأنها “كماليات لا تعرفين إنك بحاجة إليها”.
وتشبه المنشفة الجزء العلوي من لباس البحر “البكيني”، وتلتف حول رقبة المرأة، لكنها مصنوعة من نفس نسيج قماش المناشف.
وأثار الإعلان اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من وصفوا المنشفة بأنها منتج تافه، وقبيح وسخيف للغاية، بينما قال العاملون بالشركة المنتجة إنها لطيفة ولا تسبب أي أذى لأحد، ووفقا لنساء يقمن بالرضاعة فهي حبل نجاة لأسباب ربما لا يعرفها المنتقدون.
لماذا اكتسب الأمر أهمية؟
تقليديا، تضفي المجتمعات الغربية الرأسمالية طابعا جنسيا على ثديي المرأة، لأسباب تتعلق في الغالب بتسويق البضائع التي تهم النساء.
وحققت شركات أرباحا بمليارات الدولارات بالفعل باستخدام هذه الاستراتيجية.
لكن إذا كان هناك شيئ يمكن أن يتفق عليه أغلب الناس، فهو أن منشفة تاتا ليست هي حمالة الصدر الأكثر إثارة في الأسواق.
ومن المتوقع بقوة أن تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي سريعا بشكل قد يكون مزعجا لنساء يرتدين الحمالة الجديدة ويلتقطن صورا لأنفسهن وهن يرتدينها.
فالأمر يجب أن ينظر إليه باعتباره قضية امرأة مبتكرة، حملت على عاتقها قضية تخص المرأة ومسؤولية إيجاد حل لها.
وكانت مبتكرة فوطة تاتا إيرين روبرتسون تعيش في لوس انجليس في مسكن تعطل فيه جهاز التكييف، وكانت تشعر بالتعرق تحت ثدييها بمجرد الانتهاء من الاستحمام.
وكتبت على موقعها الإلكتروني: “لقد جربت كل شيئ: وضعت أقمشة تنظيف، وأغرقت جسدي بمسحوق أطفال، بل أنني طويت قميصا أسفل ثديي، لكن كل ذلك فشل”.
إنها ليست جميلة، لكنها عملية، خاصة في الصيف، والمنشفة متاحة من مقاسات C”” إلى “H ” وهي مقاسات تناسب ذوات الأثداء كبيرة الحجم نسبيا.
وهذا يأتي بنا إلى إبداع آخر، المرأة التي تعلن عن هذا المنتج أضخم بكثير من عارضات الأزياء، اللواتي يظهرن على الشاشات.
فهو مظهر غير معتاد، لأن النساء البدينات نادرا ما يوظفن في مجال تسويق المنتجات ذات الإنتاج واسع النطاق، خاصة إذا ما تطلب ذلك أن يكشفن معظم أجسادهن.
من ناحية أخرى، أثبتت المنشفة الجديدة أهميتها لفئة الأمهات، حيث أثارت مناقشات شائكة حول الرضاعة الطبيعية، والتي تدور في الأغلب فقط على صفحات الإنترنت المعنية بالأمهات والرضع، و على مواقع مثل Mumsnet المعني بشؤون الأسرة.
وعلى مدونتها المسماة babycenter blog، كتبت الأم سارة ماكغينيس عن تسرب اللبن من ثدييها ليلا أثناء إرضاع طفلها، وكيف كانت تضع فوط اليد بين ثدييها والقميص الذي ترتديه كل ليلة، لامتصاص اللبن المتسرب.
وبالتأكيد لن يعاني كل شخص له وجهة نظر بشأن منشفة تاتا من المشكلة نفسها، لكن المنتج شجع نقاشات بناءة ومتعاطفة، حول ما تعانية النساء خلال الأشهر الأولى من مرحلة الأمومة، مع بعض الابتسامات من جانب من يتصفحون تلك النقاشات.